التعاون الأمني الجديد.. لماذا تصر إسبانيا على حضور المغرب في اجتماع الناتو؟

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة والتحديات الأمنية المتزايدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تسعى إسبانيا إلى تعزيز علاقاتها الأمنية مع جيرانها الجنوبيين، وخاصة المغرب.
هذا التعاون الوثيق بين البلدين ليس فقط محورياً في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بل يعكس أيضاً استراتيجية أوسع تهدف إلى دمج دول الجوار في منظومة التعاون الأطلسي.
منذ سنوات، أثبت المغرب أنه حليف أساسي في مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، حيث يلعب دوراً محورياً في مراقبة الحدود البحرية الجنوبية لأوروبا.
بفضل هذا التعاون، تمكن البلدان من تحقيق نتائج ملموسة في الحد من تدفق المهاجرين، وتفكيك شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة للكثيرين.
هذا التقدير تجلى بوضوح في دعوات إسبانيا لتعزيز الحوار مع جيران البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المغرب، ضمن إطار الجهود الأوسع لتعزيز الأمن في المنطقة.
وتشير تقارير إسبانية إلى أن مدريد تسعى لضمان دعوة عدد من دول الجوار الجنوبي، بما فيها المغرب وتونس ومصر، إلى الاجتماع القادم لوزراء خارجية حلف "الناتو" قبل عام 2025.
هذا الاجتماع، الذي يأتي في سياق التعاون المتوسطي، يهدف إلى توسيع دائرة الحوار السياسي والأمني بين الدول الأطلسية ودول جنوب المتوسط، وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية الجديدة للجوار الجنوبي التي تم الاتفاق عليها في قمة الناتو بواشنطن.
وتأتي هذه المبادرات في وقت حساس، حيث تواجه المنطقة تحديات أمنية كبرى مثل التهديدات الإرهابية المتزايدة ونفوذ موسكو المتصاعد.
وفي ظل هذه الظروف، تصبح الحاجة إلى تعاون أمني أوسع بين دول المتوسط أكثر إلحاحاً. لهذا السبب، تراهن إسبانيا على المغرب كشريك رئيسي في تعزيز الأمن الإقليمي، ليس فقط من خلال مكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكن أيضاً من خلال العمل المشترك على التصدي للتهديدات الأمنية الكبرى التي تواجه المنطقة.