أزمة التشغيل تهدد الاستقرار الاجتماعي.. بنسعيد يكشف عن خطط الحكومة لدعم الشباب

لم تعد البطالة في المغرب، مجرد تحد اقتصادي، بل أصبحت أزمة اجتماعية تضرب بعمق في واقع الشباب المغربي. مع كل يوم يمر، تزداد الضغوط على الشباب الباحثين عن فرص عمل تلبي طموحاتهم وتمنحهم الأمل في مستقبل أفضل.
وناقش النواب، خلال أشغال الجلسة الشفهية في قبة البرلمان، هذا الملف الشائك مطالبين الحكومة بحلول استعجالية، وسط تصاعد أصوات تنادي بضرورة إعادة الثقة لدى الشباب في إمكانيات بلدهم.
وألقى وزير الثقافة والشباب والتواصل، المهدي بنسعيد، الضوء على بعض المبادرات الحكومية التي تهدف إلى دعم الشباب وتمكينهم، مثل "جائزة الشباب" التي تسعى إلى تحفيز الشباب في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية.
وأشاى بنسعيد إلى أن هذه الجوائز تأتي لتقول للشباب إنهم قادرون على النجاح داخل وطنهم، لكن بدون هذه الثقة وبدون تقديم الدعم الحقيقي، سنشهد المزيد من الأزمات الاجتماعية كما حدث في مدينة الفنيدق حيث فقد الشباب الأمل في العيش بكرامة.
إحدى المبادرات المهمة التي عرضها الوزير هي مشروع "جواز شباب"، الذي يهدف إلى رقمنة الوصول إلى دور الشباب، ما سيعزز من فرصهم في المشاركة بفعالية في أنشطة ومشاريع تنموية.
ومع ذلك، اعترف بنسعيد بأن هذه المبادرات لا تزال غير كافية، حيث أن عدد المستفيدين من أنشطة دور الشباب لا يتجاوز نصف مليون شاب وشابة، بينما يتوجب الوصول إلى الملايين.
وتحدث الوزير كذلك عن الدور المحوري الذي تلعبه شراكات الحكومة مع المجالس الجهوية، مشيرا إلى أن آخر هذه الشراكات مع مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة مكنت من استفادة 200 ألف شاب وشابة.
وأكد أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الشباب هي البطالة، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل جهودا مضنية للتعافي من تداعيات جائحة كورونا وما تلاها من تضخم اقتصادي، لكن مشكلة التشغيل لا تزال تلقي بظلالها على الواقع اليومي للشباب.
أحد التحديات الكبرى التي تحدث عنها بنسعيد هو الهجرة الداخلية للشباب من المناطق القروية إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص العمل، وهو ما يزيد من الضغط على المدن ويعمق الفجوة بين المناطق.
رغم ذلك، أشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل جاهدة لتقديم تكوينات تتماشى مع احتياجات كل جهة على حدة، لضمان ملاءمة المهارات مع متطلبات سوق العمل.
في ختام كلمته، شدد بنسعيد على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتقديم تكوينات نوعية للشباب، مذكرا بأن الحكومة قد نجحت في إشراك العديد من الشركات الوطنية والدولية الكبرى في هذا الجهد.
مشددا أن قطاع الثقافة الذي كان يفتقر سابقًا إلى رؤية واضحة بشأن تشغيل الشباب، بات اليوم يساهم في خلق فرص عمل جديدة في مجالات لم تكن مألوفة من قبل، وذلك بهدف وقف نزيف الهجرة التي يعاني منها الشباب.