فرونتيكس: المغرب مفتاح تخفيف الضغط على أوروبا

في ظل تصاعد الضغوط على جزر الكناري بسبب التدفقات الكبيرة للمهاجرين غير النظاميين، يتزايد الحديث عن ضرورة تعزيز التعاون بين إسبانيا والمغرب، كخطوة أساسية لتخفيف هذا العبء.
وأكدت وكالة حرس الحدود الأوروبية "فرونتيكس"، على أهمية هذا التعاون، حيث أشار المتحدث الرسمي باسم الوكالة، كريس بوروفسكي، إلى أن الحلول الممكنة تتطلب دعماً مباشراً من الدول المجاورة، وفي مقدمتها المغرب.
وشدد بوروفسكي، في حديث مع صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، على أنه رغم أن "فرونتيكس" توفر دعمًا تقنيًا ومساعدات لوجستية، إلا أن تدخلها في السواحل المجاورة يتطلب موافقة واضحة من الدول المعنية مثل المغرب، موريتانيا، والسنغال.
هذا التعاون الدولي يصبح أكثر إلحاحًا مع تزايد الأعداد الهائلة من المهاجرين الذين يعتبرون جزر الكناري بوابة رئيسية للدخول إلى أوروبا.
بحسب بيانات تقرير داخلي لوكالة "فرونتيكس"، جزر الكناري اليوم تواجه أخطر ضغط من ناحية الهجرة غير النظامية مقارنة ببقية النقاط الساخنة في أوروبا، حيث استقبلت الجزر أكثر من 30 ألف مهاجر منذ بداية العام، وهو رقم يفوق بثلاثة أضعاف ما استقبلته اليونان، على سبيل المثال.
وعلى الرغم من أهمية الدعم الأوروبي، يؤكد بوروفسكي على أن الحكومة الإسبانية تحتاج إلى تقديم طلبات رسمية وموافقة من الدول المجاورة مثل المغرب، لضمان تعاون سلس.
مشددا أن الطائرات والسفن الأوروبية لا تستطيع التحرك في المياه الإقليمية لهذه الدول دون اتفاقيات واضحة، وهو ما يشكل تحديًا يتطلب تضافر الجهود الدبلوماسية لتعزيز الأمن الحدودي.
تعكس هذه الأزمة الحدودية في جزر الكناري التحديات الأكبر التي تواجه أوروبا فيما يتعلق بالهجرة غير النظامية، والتي تتطلب حلولًا تتجاوز الحدود الوطنية لتشمل التعاون الإقليمي والدولي.
المغرب، بفضل موقعه الجغرافي ودوره الفاعل في مراقبة الحدود، يبقى عنصرًا حاسمًا في هذه المعادلة، والتنسيق المستمر بينه وبين الدول الأوروبية سيكون مفتاحًا لتخفيف هذه الأزمات المتزايدة.
وكان المغرب دائمًا شريكًا محوريًا في الحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية، حيث يلعب دورًا أمنيًا حاسمًا في مراقبة الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي.
وقد أثبت خلال السنوات الماضية فعالية واضحة في محاصرة تدفقات الهجرة السرية بالتعاون مع إسبانيا، التي تعتبره حليفًا استراتيجيًا في هذا المجال.