هوس الـ"كابرانات" بنظرية المؤامرة يدفعهم لاتهام المغرب بتحريض طلبة الطب الجزائريين

هشام رماح
على مرمى الحدود الشرقية للمملكة رقعة اسمها الجزائر يتحكم فيها مرضى بالمغرب، ومهووسون بنظرية المؤامرة، لحد يجعلهم لا يتورعون عن اتهام جارهم الغربي في كل صغيرة وكبيرة، مثلما الشأن حين نشرت صحيفة "الخبر" على صدر صفحتها الأولى عنوانا كالآتي "المخزن يدخل على الخط.. هل يتفادى طلبة الطب السقوط في مستنقع نظام المخزن؟".
وإذ يفيد العنوان بإسقاط لا يستقيم بين ما يقع بين حكومة الـ"كابرانات" وطلبة الطب في الجزائر، حيث لا يزال هؤلاء منخرطين في إضرابهم الذي أعلنوه منذ منتصف شهر أكتوبر 2024، فإن فيه إشارة من الخرقة التي تمتهن الدعاية للنظام العسكري حول "تسجيل صوتي بين طالبة مغربية وطالبة طب جزائرية تحرضها على الاحتجاج".
وفيما فشل النظام العسكري في احتواء إضراب طلبة الطب في الجزائر، والاستجابة لمطالبهم المتعلقة بالتكوين والمنح والتوظيف، لم يجد أبواقه غضاضة في الاستعانة بالشماعة المغربية لتعليق فشلهم عليها، على أنها تمادت في اتهام المغرب في الدخول على الخط خدمة لفرنسا وإسرائيل.
وبينما أفردت أبواق العسكر متابعة خاصة لاحتجاجات طلبة الطب في المغرب، والتي انتهت بتدخل من مؤسسة "وسيط المملكة"، فإنها اعتبرت احتجاجات طلبة المغرب "مشروعة" ولما تعلق الأمر بالاحتجاجات التي يباشرها طلبة الجزائر أصبح الأمر "مؤامرة".
ووفق خرقة "الخبر" الجزائرية، الغرقى في الخبث والخبائث، فإن هناك "أياد خارجية تسعى إلى استغلال مطالب طلبة العلوم الطبية لضرب أمن واستقرار البلاد"، قبل أن تعلن صراحة أن الأمر يتعلق بالمغرب، في تجلّ سافر للفشل الذريع الذي يطبع تدبير الـ"كابرانات" لشؤون الجزائر، دون الاتكاء على الجار الغربي لاتهامه بكل الشرور.