الوالي امهيدية يتفقد مشاريع مبتكرة لحل أزمة ركن السيارات بالدار البيضاء

وسط ضجيج السيارات وضغط حركة المرور المتزايد، تعيش مدينة الدار البيضاء مرحلة تحول غير مسبوقة على مستوى بنيتها التحتية، معززة بخطط طموحة تسعى لحل أزمة الركن المستعصية.
المدينة، التي تعد القلب الاقتصادي للمغرب، تعاني منذ سنوات من نقص حاد في مساحات الركن، خصوصًا في المناطق الحيوية. ولكن يبدو أن الأفق يحمل في طياته أملًا جديدًا يضعها على مسار التقدم.
ووفقا لما توصلت به "الجريدة 24"، فقد تفقد والي جهة الدار البيضاء-سطات، السيد محمد مهيدية، رفقة عدد من المسؤولين المحليين، مشروع مرآب "مثلث الفنادق"، الذي يشكل أحد الحلول الثلاثة التي يتم إنجازها في مقاطعة سيدي بليوط.
هذا المرآب، الذي تبلغ سعته 550 سيارة، ليس مجرد مكان للركن، بل يُعد بمثابة معلم معماري يجمع بين الوظيفة والجمالية، مع سطح مُجهز بساحة عمومية جديدة أطلق عليها اسم "ساحة سيدي بليوط". المشروع، الذي كلف 180 مليون درهم، يعكس توجهًا جديدًا لتطوير البنية التحتية في المدينة.
في سياق التحضيرات لاستضافة فعاليات رياضية دولية مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يبدو أن هذه المشاريع تمثل جزءًا من رؤية شاملة لتحسين جودة الحياة في المدينة.
ولكن التحدي الأكبر يبقى في إنجاز هذه المشاريع بالسرعة والجودة المطلوبتين لتلبية احتياجات السكان والزوار.
إلى جانب مرآب "مثلث الفنادق"، يتم تنفيذ مشروعين آخرين في منطقة سيدي بليوط، وهما مرآب شارع الراشدي ومرآب الولاية.
هذه المشاريع، التي توفر إجمالًا 1600 مكان للركن، تمثل دفعة قوية لتقليل الازدحام في الشوارع وتنظيم حركة المرور في المناطق المركزية.
مشروع "حديقة الجامعة العربية"، الذي يعد واحدًا من أهم المشاريع، يُظهر التزامًا واضحًا بتحسين الحياة الحضرية. هذا المرآب، الممتد على مساحة 7000 متر مربع، يُتوقع أن يكون إضافة نوعية، حيث يوفر أكثر من 500 مكان للركن بتكلفة 79 مليون درهم.
ورغم أن نسبة الإنجاز لا تزال عند 50%، إلا أن الموعد المحدد لاستكماله في منتصف عام 2025 يمنح الأمل في التغلب على التحديات الحالية.
أما المشروع الأكبر، المتمثل في "مرآب مركز المدينة"، فيأتي ليضيف أكثر من 500 مكان جديد للركن، ما يجعله أداة حاسمة في تخفيف الضغط على البنية التحتية للمدينة.
وعلى الجانب الآخر، فإن مشروع القطب الحضري الدار البيضاء-أنفا، الذي يحتوي على 1500 مكان، يُعتبر علامة فارقة في هذه الجهود، حيث يُعد الأكبر من نوعه في المدينة.
هذه المشاريع ليست مجرد استجابة للحاجة الملحة إلى مواقف السيارات، بل تمثل رؤية استراتيجية لمستقبل المدينة، حيث تتطلع الدار البيضاء إلى توفير حلول مبتكرة ومستدامة.
بفضل هذه الجهود، تتجه المدينة نحو مرحلة جديدة من التطور والحداثة، تُعيد فيها ترتيب أوراقها لتصبح واحدة من أكثر المدن تنافسية في المنطقة.
لكن التحدي الأكبر يبقى في مدى استدامة هذه الحلول وقدرتها على مواكبة النمو السريع للمدينة.
فمع تزايد عدد السكان والأنشطة الاقتصادية، سيكون من الضروري تعزيز التخطيط الحضري ومواصلة الاستثمار في المشاريع التي تحقق التوازن بين الراحة البيئية والعملية الحضرية.
وتبدو الدار البيضاء اليوم في سباق مع الزمن، حيث تسعى جاهدة لتجاوز العقبات ورسم ملامح جديدة لمستقبلها، مستقبل يتسم بالنظام والحداثة، مع الحفاظ على طابعها الفريد الذي يجعلها مدينة لا تضاهى.