تهديدات تتربص بالأطفال.. بين شاشات الإدمان ومآسي الواقع

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

21 نوفمبر 2024 - 06:00
الخط :

بعدما بات العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، أضحى هذا العالم مصدر تهديد حقيقي للأطفال، الذين يشكلون الفئة الأكثر هشاشة أمام تأثيراته السلبية.
تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لفت إلى أن الأبحاث حذرت من الاستخدام المفرط وغير الموجه للتكنولوجيا الرقمية، لكونه قد يترك بصمات قاتمة على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، وينعكس سلبًا على نموهم التربوي والاجتماعي.

أضرار خطيرة
أكد التقرير الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بعنوان "من أجل بيئة رقمية دامجة توفر الحماية للأطفال"، الذي نشر أخيرا على موقع المجلس، أن الأطفال يعانون بالفعل من طيف واسع من الاضطرابات النفسية والسلوكية نتيجة الإفراط في استخدام الشاشات.
هذه الاضطرابات تشمل القلق، والانطواء، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وانخفاض التركيز.
وأفادت تقارير أن بعض الأطفال يعانون من محاولات إيذاء الذات، وصولاً إلى الانتحار نتيجة التأثيرات المدمرة لمحتويات الإنترنت.

وسبق أن رصد المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات أن 43 في المائة من المستخدمين يهملون حاجاتهم الأساسية كالنوم والطعام بسبب الإفراط في استخدام التكنولوجيا الرقمية.
هذا الإهمال يمتد ليشمل العلاقات الشخصية، وفق التقرير، حيث دخل 36 في المائة من الأطفال في نزاعات مع أسرهم بسبب انشغالهم المفرط بالتكنولوجيا.

تأثير كارثي على التعليم والتربية
من أبرز الآثار السلبية للإدمان الرقمي، حسب تقرير الشامي، تراجع المستوى الدراسي لدى الأطفال، حيث سجل 42 في المائة من الأطفال انخفاضًا في أدائهم المدرسي.
ولفت المصدر إلى أن الوقت الذي يُقضى أمام الشاشات يحل محل الأنشطة التربوية والبدنية، ما يعوق التطور المعرفي والحسي.

عالم الإنترنت: ميدان للتعرض والانتهاك
وأشار التقرير إلى أن الأطفال يتعرضون بشكل مرعب لمخاطر العنف السيبراني والمحتويات غير المناسبة، بما في ذلك المحتويات المتطرفة، والإباحية، والمعلومات الكاذبة.
ولفت المصدر إلى أنه في عام 2019، أحصت مؤسسة مراقبة الإنترنت أكثر من 132,000 صفحة تضمنت صورًا وفيديوهات توثق الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال، ما يعكس فداحة استغلال الإنترنت في انتهاك البراءة.

علاوة على ذلك، يُعد التحرش الإلكتروني واحدًا من أخطر أشكال العنف الرقمي، حيث يواجه الأطفال تهديدات متكررة عبر الشبكات الاجتماعية، مثل نشر الصور الخاصة دون موافقة، أو استخدام المحتويات لتشويه سمعتهم.

صعوبات الرقابة الأبوية
رغم المخاطر المتزايدة، فإن كثيرًا من الآباء يواجهون تحديات في مراقبة استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، يقول تقرير الشامي.
وأظهرت الدراسات أن 79 في المائة من الآباء يشعرون بالقلق حيال الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الإنترنت، فيما يجهل 44 في المائة طبيعة الأنشطة التي يمارسها أطفالهم على هذه المنصات.

الأسرة والمجتمع في المواجهة
ونصح مجلس الشامي بتعزيز الوعي لدى الآباء حول أهمية توجيه استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، وتزويدهم بالمهارات الرقمية اللازمة، وذلك للحد من المخاطر.

ويتطلب الأمر، حسب التقرير، تطوير أدوات رقابية فعالة، وتوفير برامج تعليمية تسلط الضوء على الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.

 

آخر الأخبار