"سليمان الريسوني"... هكذا تقارع الحجة أما وهم البطولة فيتلاشى بسرعة

هشام رماح
متى استمع المرء لـ"سليمان الريسوني"، أشفق عليه.. فهو ومتى سنحت له الفرصة، التي يتيحها له سقط "النضال"، للحديث يختار الرطن بالكلام الأقرب إلى قلبه.. وقبل كل شيء الأقل إزعاجا لنفسه.. وبذلك يغرق في بحر متلاطم من أوهام العظمة التي يدعيها وهو ليس له منها شيء.
وعندما أطل "سليمان الريسوني"، في "الحْلْقة" الافتراضية التي اقترفتها "الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين"، تحت عنوان "حرية الرأي والتعبير بين كطرقة التشهير وسندان المتابعات والاعتقالات"، استهل قوله بأن الحديث هو "ذو شجون وسجون"، في تهييء واضح منه للمراوغة التي نشدها من وراء كلامه، والرامية لجعل نفسه بطلا، بينما الأمور واضحة ولا تختلط إلا عليه وعلى من يغرر بهم.
يقول المغاربة "اللسان ما فيه عظم"، وبذلك قد يخطيء المرء عن غير عمد وهو أمر قابل للتجاوز والعفو مثلما هو مثبت في سليقة المغاربة، وقد يكذب عمدا، لكن هذا أمر يستوجب الزجر عبر الرد ومقارعة الحجة بالحجة، سيرا على ما تلفظ به "سليمان الريسوني"، الذي قال إن الصحافة في المغرب هي "صحافة تشهير"، وإنما هي انعكاس لرد الفعل في غياب حجج للنظام والكثير من المهاترات التي يجترها ككل مرة.
إنه لكلام غليظ.. لكن جاء على لسان شخص يعلم الجميع أنه ليس أهلا لقوله، ولا يملك من الأسباب التي تجعله يستل ما حفظه ليلفظه أمام الجميع في "الحْلْقة" التي نشطها إلى جانبه مؤرخ آخر الزمان "المعطي منجب"، الذي لا يغربل الكلام، ولا ينفك عن الغثاء والخوار ليجمع حول القطيع.
وإنه كلام غليظ.. وقد يكون له وقع في النفوس لو أن من نطق به تقي نقي مارس الصحافة، ولهث وراء الخبر وغير ذلك من الممارسات الحميدة، لكن كيف إن افتراه شخص توبع بالقانون الجنائي، نظير شكاية انتصب فيها ضحية طالب استخلاص حقه منه، بعدما راودت "سليمان الريسوني" نزوة جامحة واعترته رغبة قميئة في مواقعة ضحيته على فراش الزوجية.
وللتوضيح أكثر فإن الضحية لم يكن غير شاب مثلي، خرج إلى العلن وكشف وجهه أمام الجميع وحكى وسرد وقائع مع تعرض له من طرف "سليمان الريسوني"، في قلب منزله، وجعل الجميع يستمعون للمحادثات الصوتية التي جمعته مع مراوده الذي طمع في قضاء وطره منه، والذي لم يخف لومة لائم ولم يركن للصلح حتى رأى الطامع فيه وراء قضبان السجن.
ما سبقت الإشارة إليه مثبت ومدمغ في محاضر الضابطة القضائية، وعبر إفادات الضحية الذي كسر طوق الصمت وارتأى وقف "لسيمان الريسوني"، الذي التحف جبة الصحفي عند حده، وإن في ذلك حجج حقيقية، لا يأتيها الباطل لا عن أيمانها ولا من شمائلها، وهي رد على من حاول تعويم السمكة، متشبثا بوهم البطولة حتى يغير دفة النقاش إلى أبعاد لا تمت لقضيته بصلة.
ولربما "سليمان الريسوني"، الذي احترقت ورقته بعدما ظهرت سوءته، وانكشفت للآخرين خبيئته العاشقة للرجال ولمواقعة شاب استدرجه من أجل إنجاز وثائقي عن المثلية، لم يستفق بعد من الكأس "البطولة الزائفة"، التي أشربه إياه المحيطين به، فتجرع منها حتى الثمالة، وراح يهذي مدعيا أمورا لا تستقيم إلا في عقله.
إن القضية وما فيها.. أن "سليمان الريسوني"، الذي عفا عنه الملك محمد السادس، في الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، كان متابعا بما اقترفته يداه أو لنقل بما جنت عليه غريزته "الحيوانية"، وقضى ردحا من الزمن في السجن كأيها المساجين، لعله يغسل أدرانه ويتحلل من واجباته تجاه الضحية والمجتمع.. ولا بطولة في ذلك كما يدعي.. نقطة إلى السطر.