إصابة لاعب وشغب في المدرجات.. مباراة الدفاع الجديدي وشباب المحمدية تتحول إلى ساحة فوضى
شهد ملعب البشير بالمحمدية مساء يوم الأحد مشاهد درامية غير مسبوقة خلال مباراة جمعت بين فريق شباب المحمدية وضيفه الدفاع الحسني الجديدي ضمن الجولة الحادية عشرة من البطولة الاحترافية "إنوي".
المباراة التي كانت تحمل في طياتها الكثير من الترقب الرياضي، انقلبت إلى ساحة للفوضى عندما اندلعت أعمال شغب بين جماهير الدفاع الحسني الجديدي الحاضرة في المدرجات.
وكانت البداية مجرد مناوشات صغيرة بين بعض الفصائل المساندة للفريق الجديدي، لكنها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات حادة وتبادل للتراشق بين المناصرين.
ومع تصاعد حدة التوتر، اضطر رجال الأمن الحاضرين للتدخل بسرعة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأوضاع التي كانت توشك أن تخرج عن السيطرة. في ظل هذه الأجواء المشحونة، تعرضت سلامة الحاضرين للخطر، مما أثار قلقًا واسعًا بين الجماهير داخل الملعب.
لم تتوقف الأضرار عند المدرجات، بل امتدت آثار الشغب إلى أرضية الملعب حيث أصيب لاعب شباب المحمدية، جعفر بي، جراء أعمال العنف.
وأثارت إصابة اللاعب صدمة داخل صفوف الفريق المضيف، مما استدعى نقله فورًا إلى إحدى المصحات الخاصة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتأكد من حالته الصحية.
هذه الأحداث المؤسفة ألقت بظلالها الثقيلة على المباراة وأدت إلى تأخير انطلاق الشوط الثاني لأكثر من نصف ساعة.
ورغم المشاهد الصادمة خارج سياق المنافسة الرياضية، لم يكن ذلك ليوقف فريق الدفاع الحسني الجديدي عن تقديم أداء مميز على أرضية الملعب. الفريق الجديدي تمكن من تحقيق فوز كبير على مضيفه شباب المحمدية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، مما أثار فرحة جماهيره التي عاشت أوقاتًا متباينة بين الشغب والانتصار.
بهذا الفوز، رفع الدفاع الحسني الجديدي رصيده إلى 17 نقطة، ليحتل المركز الخامس في ترتيب الدوري، بينما تلقى شباب المحمدية هزيمته العاشرة، ليبقى متذيلًا الترتيب بنقطة واحدة فقط بعد مرور 11 جولة.
لكن الانتصار لم يخفِ الغضب والجدل الذي أشعلته الأحداث في المدرجات. الجماهير الرياضية والمحللون أجمعوا على أن مثل هذه التصرفات تشوه صورة الكرة المغربية وتضع المسؤولين أمام تحديات جديدة لضمان سلامة الملاعب والجماهير.
المشاهد التي شهدها ملعب البشير ليست الأولى من نوعها هذا الموسم، مما يدفع للتساؤل حول فعالية التدابير الأمنية المتخذة ومدى ضرورة تفعيل آليات جديدة للحد من هذه الظاهرة.
وفتحت الحادثة التي جمعت بين الشغب والرياضة، أيضًا نقاشًا واسعًا حول مسؤولية الأندية في ضبط جماهيرها ورفع مستوى الوعي الرياضي.
كثيرون يرون أن العقوبات الرادعة قد تكون الحل الأنسب للحد من هذه الانفلاتات، بدءًا من الغرامات المالية وصولًا إلى حرمان الجماهير المخالفة من دخول الملاعب.
