1300 منزل على حافة الانهيار بالدار البيضاء.. هل تتدخل الحكومة قبل فوات الأوان؟

تحت وقع القلق والخوف، يعيش آلاف السكان في المنازل الآيلة للسقوط بالدار البيضاء على حافة الخطر الداهم، ينتظرون معجزة أو تدخلًا يقيهم مصيرًا مجهولًا.
في أحياء المدينة القديمة، درب السلطان، والحي المحمدي، يبدو المشهد وكأنه حكاية مأساوية تتكرر كل عام مع حلول فصل الشتاء، حيث تتحول زخات المطر إلى ناقوس خطر ينذر بسقوط هذه المنازل المتهالكة فوق رؤوس قاطنيها.
في مرس السلطان وحدها، توجد أكثر من 1300 منزل مهدد بالانهيار، تسكنها 6500 أسرة، ما يعادل 25% من سكان المنطقة، وفق كلمة النائب البرلماني محمد التويمي بنجلون.
وبرغم أن الحوادث لم تسفر حتى الآن عن خسائر بشرية، إلا أن الساكنة تعيش في حالة دائمة من الترقب والخوف.
وقال التويمي بنجلون خلال أشغال الجلسة الشفهيةبمجلس النواب، أنه "مع كل فصل شتاء، يضع سكان مرس السلطان أيديهم على قلوبهم خوفًا من الكارثة".
وفي المقابل، أكد كاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب بنبراهيم، خلال أشغال الجلسة، أن إحصاءً رسميًا أجرته وزارة الداخلية سنة 2012 كشف عن وجود أكثر من 43 ألف منزل مهدد بالسقوط، يقطنها نحو 75 ألف أسرة.
وعلى الرغم من معالجة حوالي 20 ألف منزل إلى حدود شتنبر 2024، حسب المتحدث ذاته، إلا أن المجهودات المبذولة لا تزال تصطدم باختلالات كبيرة.
من بين أبرز التحديات التي تواجهها السلطات، وفقا لما أكده بنبراهيم، ضعف الدراسات الاجتماعية القبلية، غياب التخطيط الدقيق لعدد المنازل المستهدفة في الاتفاقيات المبرمة، فضلاً عن الكلفة المبالغ فيها للتدخلات.
هذه الاختلالات، دفعت الحكومة، حسب كاتب الدولة، إلى تفعيل دور الوكالة الوطنية للتجديد الحضري التي تأسست سنة 2019، بميزانية مهمة تهدف إلى اعتماد مقاربة استباقية وعلاجية على حد سواء.
وتابع ذات المتحدث، أن الوكالة وضعت خطة شاملة تعتمد على جرد المباني المهددة وتطبيق نظام معلومات جغرافي لتحليل ورصد المخاطر المحتملة.
هذه الجهود، حسب ذات المتحدث، أسفرت عن نتائج ملموسة، حيث تم تصنيف 58600 مبنى ضمن الدور الآيلة للسقوط، ومعالجة 28200 مسكن في ست جهات بالمملكة خلال سنة 2024 بنسبة إنجاز بلغت 57%.
لكن التحديات تبقى قائمة، خاصة مع استمرار عوامل طبيعية مثل الأمطار، التي تزيد من خطورة انهيار هذه المنازل، وأخرى تنظيمية تتعلق ببطء تنفيذ البرامج الحكومية وصعوبة التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية.
ويعكس المشهد العام يعكس معاناة مئات آلاف الأسر التي تحيا في قلق دائم، بين جدران تهتز مع كل قطرة مطر، وسقف قد ينهار في أي لحظة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح الحكومة في استكمال برامجها وتنفيذ خططها لإنقاذ هذه الأسر؟ أم أن مسلسل المنازل الآيلة للسقوط سيظل يعيد نفسه عامًا بعد آخر؟ الإجابة تكمن في تسريع وتيرة التدخلات وتعزيز الرقابة والاستباقية لضمان حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم من هذا الخطر الداهم.