"همم".. عندما يلتئم الموصومون بخوارم المروءة للدفاع عن الذليل الرخيص

الكاتب : الجريدة24

22 ديسمبر 2024 - 07:00
الخط :

سمير الحيفوفي

لربما "عزيز غالي"، عند من يلتئمون ويضمرون شرا في "همم"، أهم من الوطن ومن همومه، لحد يجعلهم يتهافتون على تدبيج بلاغات تضامنية مع رفيقهم ضمن زمرة الشر، ويتوارون إلى الخلف، ولا يبذلون ولو قطرة حبر ولا تند عن أفوههم كلمة كلما ألمَّ بالوطن طاريء أو أمر ما، فكان أن اختاروا الانتصار وفق ما ترسَّب، للذليل في مواجهة الوطن.

ولم يشذ رفاق السوء عن معاضدة "عزيزهم" الذي يرونهم "غاليا" ووقف المغاربة على "رخصه"، وخسته ووضاعته، وقد سمح لنفسه أن ينتهك حدودا، تفصل بين الوطني والخائن، فقرر أن يكون وضيعا، وينطق بما يهواه أعداء المغرب، ويجعل من نفسه شيطانا نطاقا باسمهم، ومارقا بين المغاربة يروم تمزيق وطنهم.

لقد أخذت الحمية رفاق السوء، فراحوا يدافعون عنه ويصورونه مضطهدا ومستهدفا، والحال أنه من تطاول على قضية المغاربة الأولى، وراح يفتي مثل أي إمّعة في شأن، هو أبعد منه، ذلك إن صدق عليه توصيف "الحقوقي"، الذي يتشدق به، ويتمسك بتصوير نفسه مناضلا، والبون شاسع بين ما يقترفه من خبائث في حق الوطن وبين النضال.

وكما في الإعادة إفادة، يعاد القول بأن المدعو "عزيز غالي"، إنما هو متجاسر "باسل" بمنطق المغاربة لا بلسان العرب، يهرف بما يعرف ويطلق الكلام على عواهنه، يروم أن يصير في قلب الأحداث والجدل، حسبه في ذلك أن يرضي نرجسيته ونفسيته المريضة، ثم يصمت يترك سدنة الشر تدافع عنه.

الأكيد، أن المدعو "عزيز غالي"، ليس بوطني ولا بمناضل ولا حقوقي، وإنما هو الشر بنفسه، لكنه ومتى اشتد أوار الردود عليه، وسلطت شموس الحقيقة على ما عتم من ألاعيبه التي يؤتيها، ضد وطنها يرتمي في أحضان رفاقه "همم"، التي تلتحف رداء المسكنة، التي تريد منها استدرار التضامن والتماس أعذار أقبح من الزلة.

وبموازاة مع ذلك، فالمؤكد أنه لا مجال للبقاء بين الوطني والخائن، فالأمر لا يحتمل الوجهان، والفصل بين الوطنية والخيانة محدد بوضوح في رحاب المملكة الشريفة وتحت سمائها، فمن يؤمن بمغربية الصحراء والدفاع عن حوزة الوطن، ليس كمن ينشد لهذا الوطن التمزيق، ويفرد بأقاويله وأفعاله على حد السواء الطريق لأعداء الوطن.

لكن كيف الحال إن ابتلي المغرب والمغاربة ببقايا ي"الحقوقيين"، الذين يبرعون في الجمع بين المتناقضات بين الأقوال والأفعال، ولاي ضيرهم أن ينتسب رخيصهم إلى جمعية تمتح اسمهم من المغرب، ولا تبقي جهدا للضرب فيه ولا تذر أمرا يهمه إلا وأدلت بدلائها مملوءة بالسم لإصابته بالوعثاء والوهن.

وإذ انتقضت "همم" مدافعة عن رخيصها، فإن المناسبة شرط للتذكير بخوارم المروءة الموصومين بها، وهم الذين نذروا انفسهم لمعاكسة الوطن الذي يأويهم، نهارا جهارا وبلا أي حياء أو حشمة، وقد تفوقوا في وضاعتهم وفظاعة ما يقترفونه، عن الأعداء الألداء والخصوم الذين يتربصون به الدوائر، لكن آمانيهم تتكسر عند صخرته ككل مرة.

آخر الأخبار