أزمة تلقيح المعتمرين تثير الجدل وتدفع البرلمان إلى التدخل

في مشهد يعكس غياب التنظيم والتخطيط المسبق، شهد معهد باستور بالدار البيضاء ازدحامًا غير مسبوق، حيث توافد المئات من المواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة، أملاً في الحصول على جرعة اللقاح المضاد لالتهاب السحايا، وهو التطعيم الذي يشترط قبل السفر إلى الديار المقدسة.
ومع ارتفاع أعداد الوافدين، تحول محيط المعهد إلى ساحة من الفوضى والاحتجاج، وسط حالة من التوتر والاستياء بسبب ندرة اللقاح وضعف آليات التوجيه والتنظيم.
أمام هذا الوضع المقلق، دخل البرلمان المغربي على الخط، حيث وجهت النائبة نجوى كوكوس، عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالًا كتابيًا إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مطالبة بضرورة توفير مركز إضافي لاعتماد اللقاح، وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين، خاصة أن معهد باستور يظل المركز الوحيد المخول له تقديم هذا النوع من التلقيح.
وأكدت كوكوس في معرض سؤالها أن هذه الفوضى تستدعي توفير واعتماد مختبر آخر من أجل تسهيل تلقيه وإعداد الظروف الملائمة، خصوصا في ظل توافد الراغبين في تلقي اللقاح من مناطق مختلفة، كما أن هذا الوضع يبين غياب خطة واضحة من طرف الوزارة الوصية لتنظيم عملية التلقيح، وأيضا بسبب غياب العدد الكافي من الجرعات
الوضع أمام معهد باستور لا يعكس فقط أزمة إدارية، بل أظهر أيضًا مشاهد من سوء المعاملة، وفقًا لشهادات العديد من المواطنين الذين اشتكوا من التعامل الصارم والمستفز لعناصر الأمن الخاص على بوابة المعهد، إضافة إلى غياب تواصل فعال من طرف المسؤولين داخل المؤسسة، ما زاد من حالة الاحتقان في صفوف المعتمرين.
والمثير في الأمر أن مدير المعهد صرّح قبل أيام بأن اللقاح متوفر بكميات كافية، وهو ما يتناقض مع الواقع الذي يعيشه المواطنون يوميًا أمام أبواب المؤسسة.
في المقابل، سبق أن أصدرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بلاغًا تؤكد فيه أن اللقاحات الخاصة بالتهاب السحايا متاحة بكميات كافية داخل جميع الصيدليات عبر التراب الوطني، وأن المواطنين بإمكانهم اقتناء الجرعة والتوجه إلى أقرب مركز صحي معتمد لإجراء عملية التلقيح.
الوزارة أوضحت أيضًا أن معهد باستور يظل أحد المراكز التي تقدم هذه الخدمة، لكنه ليس الوحيد، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول أسباب التركيز على معهد باستور دون غيره، وما إذا كانت المعلومات التي قدمتها الوزارة تعكس فعليًا ما يجري على أرض الواقع.
ومع تزايد الضغوط على الوزارة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتخذ الجهات المعنية إجراءات عاجلة لحل الأزمة وتخفيف الضغط على معهد باستور، أم أن معاناة المعتمرين ستستمر في ظل غياب حلول عملية وفعالة؟.