صفقة الـ15 مليار درهم تزلزل الرجاء.. وانقسام حاد حول عودة حسبان

في أجواء مشحونة بالترقب والتساؤلات، عقد سعيد حسبان، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، اجتماعاً مهماً مساء أمس الجمعة، مع المكتب المسير للنادي وعدد من المنخرطين.
هذا اللقاء لم يكن عادياً، فقد جاء في سياق حساس يحمل بين طياته ملفات مالية معقدة وتطلعات جماهيرية مشروعة، خاصة مع الإعلان عن شراكة استشهارية جديدة ستغير ملامح مستقبل النادي.
تفاصيل العقد الجديد، الذي تصل قيمته إلى 15 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات، لم تمر مرور الكرام، بل أثارت موجة من النقاش الحاد حول مصداقية العرض وجدواه المالية.
خلال الاجتماع، عرض حسبان وباقي أعضاء المكتب المسير الخطوط العريضة للعقد مع المستشهر الجديد، مؤكدين أن هذه الشراكة ستكون بمثابة جرعة أوكسجين مالية للنادي، الذي يعاني منذ سنوات من أزمات متكررة أثقلت كاهله بالديون.
ورغم هذا التفاؤل، لم يغب الشك عن وجوه العديد من المنخرطين، الذين أصروا على تشكيل لجنة خاصة للتأكد من حقيقة العرض وضمان شفافيته.
هذا القرار عكس بوضوح حجم انعدام الثقة بين إدارة النادي وبعض مكونات الجسم الرجاوي، في ظل تجارب سابقة تركت آثاراً عميقة في ذاكرة الجماهير.
سعيد حسبان، الذي بدا واثقاً من نفسه رغم العاصفة التي تحيط به، لم يتردد في الرد على الانتقادات الموجهة له، سواء من داخل النادي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي تصريحاته الصحفية عقب الاجتماع، أكد أن "الصفحات الفيسبوكية لا تخيفه"، مشدداً على ضرورة احترام الاختصاصات وعدم الانجرار وراء ما وصفه بـ"الزوبعات الافتراضية".
وأضاف قائلاً: "لقد عشتم معي خلال المرحلة السابقة التي كنت فيها رئيسًا للرجاء، وعندما يُذكر اسم حسبان، تحدث زوبعة في العالم الأزرق، وهذا لا يزيدني إلا قوة"، في إشارة واضحة إلى ثقته بقدرته على تجاوز الانتقادات وإعادة تقديم نفسه كرقم صعب في معادلة النادي.
غير أن الطريق أمام حسبان ليست مفروشة بالورود، فمساعيه للعودة إلى رئاسة الرجاء تصطدم بمعارضة شرسة من فئات واسعة من المنخرطين والجماهير، الذين يرون في تجربته السابقة نموذجاً للفشل الإداري والمالي، بعدما ترك النادي غارقاً في الديون ومثخناً بجراح الخلافات الداخلية.
وفي المقابل، هناك تيار آخر يراه قادراً على قيادة الفريق في هذه المرحلة العصيبة، مستندين إلى أن الصفقة الاستشهارية الجديدة قد تشكل نقطة تحول إيجابية وتمنح النادي فرصة للخروج من أزماته المتراكمة.
هذا الانقسام بين مؤيد ومعارض يعكس واقع الرجاء الرياضي اليوم: نادٍ يقف عند مفترق طرق بين طموحات استعادة الأمجاد وخشية تكرار أخطاء الماضي.
وبين هذا وذاك، تبقى الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل الجدل أن الرجاء بحاجة ماسة إلى قيادة حكيمة، قادرة على توحيد الصفوف واستثمار الفرص المالية الجديدة بشكل يضمن استقرار النادي ويعيده إلى مكانته الطبيعية كأحد أعمدة كرة القدم المغربية والقارية.