عندما تعلن وكالة الأنباء الجزائرية نفسها أجبن من النعامة

هشام رماح
وحدها وكالة الأنباء الجزائرية، تعرف دونا عن العالمين بأن إذاعة "مونت كارلو" مغربية وليست فرنسية، فكان أن تجاوزت ذكر الإذاعة الشهيرة، في قصاصة هاجمت فيها المغرب، مدعية أن ما يروج حول الصفعة التي تلقاها العسكر من "أحمد الشرع" الرئيس السوري الجديد الذي رفض تسليم الجزائر مقاتلين أوفدتهم لنصرة "بشار الأسد"، ضد الشعب الشامي، إنما هو مغربي.
وكانت إذاعة "مونت كارلو" أفادت نقلا عن مراسلها في دمشق، أن "أحمد الشرع"، الرئيس السوري رفض طلبا تقدم به "أحمد عطاف"، وزير الخارجية الجزائري، حين زيارته لسوريا، بشأن إطلاق سراح معتقلين من الجيش الجزائري ومليشيات "بوليساريو".
وأجبن من النعامة، التي تطمر رأسها في الرمل هربا من المواجهة، تحاشت وكالة الأنباء الجزائرية، تسمية الأشياء بمسمياتها، فلم تذكر في قصاصتها التي تنم عن غباء يبعث على الشفقة، لا إذاعة "مونت كارلو" الدولية، والتي هي فرنسية بالمناسبة، ولا "عدي منصور"، مراسلها في العاصمة السورية دمشق، الذي نقل عنه خبر الصفعة السورية، بل ارتأت من جديد تحويل الانتباه نحو المغرب.. العدو الأزلي، الذي يتنفسون العداء له.
ثم وبدلا من أن تراجع وكالة الأنباء الجزائرية، أرشيف الصحف الجزائرية التي طالما داهنت نظام الأسد البائد، وكتبت عن مقتل جزائريين ألحقهم النظام العسكري بجيشه، فإنها ارتأت شن حرب دعائية جديدة ضد المغرب، متهمة إياه بالترويج لواقعة رفض القيادة السورية الجديدة، لاستجداء الـ"كابرانات" تسلم معتقليهم.
أو ليست صحيفة "الشروق" هي التي نشرت في 19 ماي 2016، خبرا عنوانه "مقتل أول جزائري يحارب في صفوف قوات الأسد، والذي أفادت في متنه بأن الأمر يتعلق بـ"حسين بن عيسى"، الذي قضى في معارك "داريا" بريف دمشق؟ أم أن دكان العسكر الذي يحمل مسمى "وكالة الأنباء الجزائرية"، يحسب أن الأرشيف عفا عنه الزمن.
وكما أن الإعلام الرسمي المغربي، لم يبالي بما وقع لـ"أحمد عطاف"، وزير الخارجية السوري، الذي هرول ذليلا للقاء "احمد الشرع"، بعدما دبج فيه بلاغات هاجمه فيها والمقاتلين الذين أسقطوا الطاغية الذي كان حليفا للجزائر ونظامها المارق، فإن وكالة الأنباء الجزائرية وبمنطق "مول الفزّ كيقفز"، لم تجد بدا غير مهاجمة المغرب، وراحت تنسج نفس الحكاية إنها "مؤامرة مخزنية".
الأكيد أن في الجزائر عقلاء لكن الأغبياء هم من يمسكون بزمام الأمور، ويزكي غباءهم من هم أفظع غباء منهم، مثل القائمين على وكالة الأنباء الجزائرية، التي قررت نحت لمهاجمة المعلقين على خبر نشرته إذاعة "مونت كارلو"، الدولية، ولم تمتلك الجرأة لتجابه الإذاعة الفرنسية، وتقارع حجتها بالحجة، واختارت من جديد تعليق خيبات العسكر على شماعة العدو الأزلي.