تحركات حكومية ومخاوف شعبية.. أسعار البيض تشتعل قبل رمضان

الكاتب : انس شريد

13 فبراير 2025 - 08:30
الخط :

تشهد الأسواق المغربية حالة من الترقب مع اقتراب شهر رمضان، وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع أسعار البيض، الذي يعدّ عنصرًا أساسيًا في الموائد المغربية خلال هذا الشهر الفضيل.

وتتصاعد هذه المخاوف في ظل استمرار منحنى الأسعار في الارتفاع على مدى الأشهر الماضية، حيث تجاوز سعر البيضة الواحدة حاجز 1.5 درهم، بعدما كانت لا تتعدى درهمًا واحدًا قبل سنوات، الأمر الذي زاد من قلق المستهلكين.

ومع العد التنازلي لحلول رمضان، تلوح في الأفق توقعات بمزيد من الارتفاع، مما قد يثقل كاهل الأسر المغربية التي تواجه أصلًا موجة غلاء مستمرة طالت مختلف المواد الغذائية الأساسية، ما يجعل من تأمين الاحتياجات الرمضانية تحديًا حقيقيًا هذا العام.

المعطيات المهنية تشير إلى أن سعر البيض بالجملة على مستوى الضيعات الفلاحية يبلغ حاليًا حوالي 1.42 درهم، ليصل إلى المستهلك النهائي بسعر يصل 1.70 درهم وأكثر، وفقًا لظروف السوق وهوامش ربح التجار.

ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع الإنتاج الوطني من البيض مقارنة بالسنوات الماضية، وهو الأمر الذي يعزوه المهنيون إلى غلاء أسعار المواد الأولية، مما أثر بشكل مباشر على وتيرة الإنتاج.

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري، خلال ندوة صحفية عُقدت عقب اجتماع المجلس الحكومي، أن الإنتاج الحالي من البيض والدواجن يفوق إنتاج السنة الماضية.

وأشار إلى أن الإقبال الكبير على استهلاك البيض والدجاج، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، ساهم في زيادة الطلب على هذه المواد، مما انعكس بدوره على الأسعار.

وأضاف المسؤول الحكومي أن الوزارة عقدت اجتماعات مكثفة مع المهنيين في القطاع، الذين أبدوا استعدادهم لزيادة الإنتاج بهدف تحقيق استقرار في الأسعار وضمان تزويد الأسواق بكميات كافية خلال الأشهر المقبلة.

من جانبها، أصدرت الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك في وقت سابق نداءً إلى أعضائها من أجل تزويد الأسواق الوطنية بكميات كافية من البيض استعدادًا لشهر رمضان.

وفي خطوة تهدف إلى ضمان تدفق سلس لهذه المادة الغذائية الحيوية، عقد المجلس الإداري للجمعية اجتماعًا لمناقشة وضعية التموين، حيث خلص إلى أن المخزون الحالي يكفي لتلبية احتياجات الاستهلاك خلال الشهر الفضيل.

ودعت الجمعية جميع منتجي البيض إلى بيع منتجاتهم قبل الساعة الحادية عشرة صباحًا، لضمان وصولها إلى المستهلك في الوقت المناسب.

كما أكدت أن أعضاءها سيعملون، بالتعاون مع التجار، على تزويد سوق "البياضة" بمدينة الدار البيضاء بكميات كافية من البيض بشكل منتظم، باعتبارها نقطة توزيع مركزية تغذي مختلف مناطق المملكة.

الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري كشفت في وقت سابق أن استهلاك الفرد المغربي من البيض شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال العقود الماضية، حيث انتقل من 34 بيضة سنويًا عام 1980 إلى 169 بيضة حاليًا، مع تسجيل ذروة استهلاك بلغت 195 بيضة للفرد في عام 2019.

كما أظهرت البيانات أن المغرب تمكن من تصدير أكثر من 74 مليون بيضة من نوع "بيض التفريخ" خلال سنة 2024، مقارنة بـ 58 مليونًا و398 ألف بيضة في 2023، و68 مليونًا و656 ألف بيضة في 2022، و42 مليونًا و792 ألف بيضة في 2021.

ورغم هذه الأرقام التي تعكس تحسنًا في الإنتاج والتصدير، فإن أسعار البيض تظل تحت تأثير متغيرات عدة، منها تكلفة الأعلاف وتكاليف الإنتاج، إلى جانب عوامل السوق والمضاربة التي تؤثر على الأسعار النهائية للمستهلك.

ومع اقتراب شهر رمضان، تظل الأنظار موجهة نحو الأسواق لمعرفة ما إذا كانت التدابير المتخذة ستنجح في الحفاظ على استقرار الأسعار، أم أن المستهلك المغربي سيواجه موجة جديدة من الغلاء في مادة أساسية أخرى.

آخر الأخبار