العنصرية تضرب من جديد.. المغربي سنادي يتعرض لهتافات مهينة في الليغا

الكاتب : انس شريد

16 فبراير 2025 - 11:50
الخط :

في واقعة مؤسفة تعيد إلى الواجهة قضية العنصرية في الملاعب الأوروبية، تعرض اللاعب المغربي مروان سنادي، مهاجم أتلتيك بيلباو الإسباني، لهتافات عنصرية خلال مباراة فريقه أمام إسبانيول، لحساب الجولة 24 من الدوري الإسباني.

هذه الحادثة التي شهدها ملعب "كورنيا إل برات" أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الرياضية، وسط مطالبات بوضع حد لمثل هذه التصرفات التي تسيء إلى قيم الرياضة.

ووفقًا لشهادات عدد من اللاعبين الحاضرين، فقد تعرض سنادي لهتافات مسيئة ذات طابع عنصري من قبل بعض جماهير الفريق المضيف، الأمر الذي دفع حكم المباراة إلى إيقاف اللقاء للحظات في الدقيقة 18، بعد تلقيه إشعارًا من المسؤولين بخصوص التجاوزات الصادرة من المدرجات.

وعلى الرغم من استمرار المباراة بعد ذلك، إلا أن الأجواء ظلت مشحونة، خاصة بعد ردود الفعل الغاضبة التي عبر عنها زملاء اللاعب المغربي.

إينياكي ويليامز، زميل سنادي في الفريق، أكد بعد المباراة أن ما حدث أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أن زميله تعرض لإهانات واضحة خلال المراوغات التي قام بها أثناء اللقاء.

وأضاف في تصريحاته لصحيفة "آس" الإسبانية أن "كرة القدم وجدت للاستمتاع، لكن ما تعرض له مروان اليوم يعد أمرًا مخزيًا، لقد سمعته يُنعت بوصف مهين بناءً على أصوله، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك هنا".

المثير في هذه الواقعة أن الفريق المنافس نفسه يضم لاعبًا مغربيًا، هو الظهير الأيمن عمر الهلالي، ما جعل بعض المحللين يتساءلون عن مدى ازدواجية المعايير التي تحكم بعض المشجعين.

رغم هذه الأجواء المتوترة، قدم سنادي أداءً جيدًا في المباراة، حيث شارك أساسيًا حتى الدقيقة 78، ونال تقييمًا بلغ "7.0" من شبكة "سوفا سكور"، وهو ما يعكس مساهمته الفعالة في اللقاء رغم الضغوط التي تعرض لها.

وأثارت الواقعة أيضًا اهتمام الجهات المسؤولة عن كرة القدم في إسبانيا، حيث من المتوقع أن تفتح رابطة الدوري الإسباني تحقيقًا في الحادثة، خاصة أن الاتحاد الإسباني سبق أن شدد على ضرورة مكافحة العنصرية في الملاعب.

الحادثة تعيد إلى الأذهان حالات مشابهة تعرض لها لاعبون آخرون، أبرزهم نجم ريال مدريد فينيسيوس، الذي واجه إساءات عنصرية خلال إحدى المباريات السابقة في الليغا.

ردود الفعل لم تقتصر على اللاعبين فقط، بل امتدت إلى الجماهير والمحللين الرياضيين الذين عبروا عن رفضهم التام لهذه التصرفات، داعين إلى تشديد العقوبات على الأندية التي لا تسيطر على تصرفات جماهيرها.

البعض ذهب إلى المطالبة بفرض غرامات مالية قاسية، أو حتى إغلاق أجزاء من المدرجات في حال تكرار مثل هذه السلوكيات.

مع استمرار الجدل حول هذه الواقعة، تتجه الأنظار إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة الليغا لمعرفة الخطوات التي سيتم اتخاذها لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً، في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بوضع حد نهائي للعنصرية في الملاعب الإسبانية.

الحادثة تطرح تساؤلات عميقة حول مدى جدية الإجراءات الحالية في مكافحة التمييز العنصري، ومدى الحاجة إلى تدابير أكثر صرامة لردع المسيئين وضمان بيئة رياضية قائمة على الاحترام والمنافسة الشريفة.

آخر الأخبار