"لوفيغارو": الجزائر تقتات على نظرية الشهداء وعلى فرنسا مجابهة نظامها الديكتاتوري

هشام رماح
الجزائر تقتات من "نظرية الشهداء"، وهي لعبة صغيرة خسرت فيها فرنسا الكثير.. هكذا جاء في افتتاحية صحيفة "Le Figaro" الشهيرة، حيث فصَّل كاتبها "Yves Thréard"، في العلاقة التي تجمع بين فرنسا ومستعمرتها السابقة والتي وصف نظامها العسكري بـ"الديكتاتوري".
وأوردت الافتتاحية أن "عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، كان صرح مؤخرا بأنه لا يسعى لفرض المهاجرين غير الشرعيين على فرنسا، لكن لماذا رفضت بلاده لعشر مرات استعادة المهاجر الذي نفذ الهجوم الأخير في مدينة "Mulhouse"، شرق فرنسا، وقتل مواطنا برتغاليا، يبلغ من العمر 69 سنة؟
الجواب عن السؤال جاء كالآتي، إن فرنسا وقعت فيما يمكن وصفه بـ"الفخ الجزائري" والذي نصبه لها النظام العسكري منذ الاستقلال في 1962، ووفق كاتب الافتتاحية فإنه لم يعد مقبولا البتة، سماع الشكاوى المتكررة من نظام مصاب بلوثة جنون العظمة، ويقتات على "نظرية الشهداء"، وهو أمر ينم عن لعبة صغيرة خسرت فيها فرنسا الكثير.
ولفت "Yves Thréard" الانتباه إلى أن "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي دعا إلى طي صفحة اتجار النظام العسكري بالماضي الاستعماري، لا لشيء حتى تنفض فرنسا عنها عجزها وتتوقف عن جعل نفسها بمظهر "الأحمق" في مواجهة نظام ديكتاتوري.
وكما "دومينيك دوفيلبان"، الوزير الأول الفرنسي راح يداهن الجزائر، انبرى له كاتب الافتتاحية مقرِّعا إياه بالقول إنه انكفأ عن تسمية الأشياء بمسمياتها، وبوصف الجزائر بـ"الديكتاتورية"، إذ لا شيء يبرر استمرار اعتقال السلطات الجزائرية لـ"بوعالم صنصال"، الكاتب الفرنكفوني منذ أزيد من مائة يوم، علما أنه وضعه الصحي خطر.
كذلك، أضاف كاتب الافتتاحية بأن لا أحد يستطيع التسامح مع ما وصفه بالاستغلال البغيض للمؤثرين من شتات الجزائر الذين يهنون فرنسا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر اشتد بعدما اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء، مردفا بأنه ليست هناك دولة تسمح لنفسها بأن تكون رهن إملاءات آخرين مثلما تقوم بذلك الجزائر لتقوض علاقات فرنسا مع المملكة المغربية.
ودعا "Yves Thréard" في افتتاحية "Le Figaro"، إلى أن يرفع الفرنسيون رؤوسهم، ويتحلوا بالواقعية، مشيدا بموقف "فرانسوا بايرو"، الوزير الأول الفرنسي الذي كسر طوق الصمت، وأخيرا أبدى تصميما للرد على الجزائر، وهو أمر ينسجم والحل الوحيد الممكن مع النظام العسكري وهو التوجه الذي الصارم الذي يبديه "برونو ريتايو"، وزير الداخلية.
ووفق الصحيفة الذائعة الصيت، فإن الجزائر ستخسر الكثير في مواجهتها لفرنسا، وهو أمر أكثر مما قد تخسره فرنسا على عكس ما يعتقده النظام العسكري الجزائري، قبل أن تتساءل حول إمكانية إدراج مراجعة الاتفاقيات الثنائية الموقعة على مر السنين، مع الجزائر، ضمن جدل المجلس الوزاري المقبل، كخطوة تسير نحو نفض العجز الفرنسي.