عندما فضح "محمد حاجب" استدامة اعتناقه للإرهاب ولغة الدم

سمير الحيفوفي
هل هناك شك في أن الإرهابي "محمد حاجب"، يعشق الدم والذبح، وبأنه يتبع ما سنَّه له "أيمن الظواهري" وأمراؤه في تنظيم "القاعدة" الإرهابي، حتى وهو يعيش في ألمانيا، حيث يتدثر بأنه أصبح نابذا للعنف والتطرف؟
بالطبع لا شك في ذلك، فهذا "الذئب المنفرد"، الذي يعوي عبر "يوتيوب" لا ينفك عن تبني نفس خطاب تنظيم "القاعدة"، الإرهابي ولا يهاجم إلا "داعش" التي يراها من الخوارج، وهو هجوم لا ينحاز إلى نقاوة سريرته وتوبته عما اقترفه من جرائم في حق الأبرياء، بقدر ما يستند إلى "فتاوى" أمرائه في تنظيم الهالكان معا "أسامة بن لادن" الذي يراه من العظماء و"أيمن الظواهري"، الذي خلفه.
وكلما تحدث "محمد حاجب" يُستَشَف من كلامه عمق ولائه لأمرائه الإرهابيين في "القاعدة"، يستن بسننهم ويردد ما رددوه، فهو مريد مطيع لهم مكلف بمهمة، ومهما حاول التمترس وراء السلم وجنوحه له، وكما أن كل إناء بما فيه ينضح، فإن ما بذره أمراء الدم في جعبته يبدر عنه دون أن يدري في كلامه، فلا تراه ينبذ الإرهاب ولا يدينه في شموليته وتعدد أوجهه، بقدر ما ينتصب معاديا لـ"داعش"، التي يراها من يواليهم منافسا لتنظيمهم.
وإذ "القاعدة" و"داعش" تنظيمان متطرفان وهما سواء في لجة الإرهاب، فإن "محمد حاجب"، لا يرى ما يراه الناس، بل ينقض على "الدواعش"، وحدهم دون غيرهما، ويصفهم بـ"الكلاب" وبـ"البغاة" وبـ"أهل النار"، لكنه يستكين ويتوارى إلى الخلف متى تعلق الأمر بـ"القاعدة" حيث تتلمذ في معسكراتها على أيادي أمرائها وتعلم القتل والنحر وإراقة الدماء، ثم تقنيات إشاعة الفتنة وبث الفوضى.
وكما أن كل العالم يرى الإرهاب بلا دين ومنظومة واحدة، والإرهابيون جميعا هم في نفس السلة، إلا "محمد حاجب"، وللمشككين أن يعودوا لأرشيف هذا الإرهابي وتدويناته التي تمجد تنظيم "القاعدة" وتزدري "داعش"، فلا يقدر على انتقاد من علموه لغة الدم، بقدر ما يقوله في حق "داعش"، طمعا في مداراة اعتقاده المجبول على العنف والكراهية والدم والحديد.
ولم يستطع الإرهابي "محمد حاجب" التخلص من فكره المتطرف الداعي للعنف، فتسمع في كلامه ما يفيد بنفسيته المعتلة وبدوام اعتناقه للإرهاب، يحرض ويجيش ضد مؤسسات المملكة، وهو بذلك يهذي ولا يدري ما حجم الهذيان الذي يستخلصه متابعوه من وراء ما يروج له من عنف وتكفير وما دون ذلك من الأمور التي يفشل في مداراتها، متى استرسل في الكلام.
إن "محمد حاجب" إرهابي بالفطرة والاكتساب، وهو أمر أكيد، وما يحاول إبداءه للناس من توبة، وهو يهاجم "داعش"، إنما هو مفضوح فإن اختلفت "داعش" في الفرع عن "القاعدة" فهما معا يمثلان نفس الجوهر، والذي ليس غير الإرهاب والترويع والتقتيل، ولا يعرف التنظيمان لهما من لغة غير ذلك، لكن لم يقدر الإرهابي اللاجيء في ألمانيا عن مهاجمة جماعته، مرة ولن يقدر لأنه رضع من رضاعة "القاعدة" ولا زال.