صراع التفوق العسكري يشتعل.. المغرب يتصدر إفريقيا في استيراد الأسلحة الفرنسية

الكاتب : انس شريد

02 مارس 2025 - 10:00
الخط :

يتصدر المغرب قائمة الدول الإفريقية المستوردة للأسلحة الفرنسية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، حيث بلغت قيمة مشترياته العسكرية من فرنسا 1.1 مليار أورو.

هذه الصفقات شملت طائرات عسكرية، ومعدات بحرية، ومركبات مدرعة، ما يعكس التزام المملكة بتطوير قدراتها الدفاعية وفق استراتيجية محكمة تهدف إلى تعزيز موقعها كقوة إقليمية متنامية.

وفي الوقت الذي احتل فيه المغرب الصدارة، جاءت الجزائر في المرتبة الثانية بواردات عسكرية بلغت 522 مليون يورو، تضمنت مروحيات وتقنيات مراقبة ومركبات قتالية.

أما بوتسوانا، فقد حلت ثالثة بواردات بلغت 283 مليون يورو، فيما جاءت ساحل العاج في المرتبة الأخيرة بـ 43.7 مليون يورو.

وعلى مستوى القارة الإفريقية، تواصل فرنسا لعب دور المورد الرئيسي للأسلحة، حيث احتلت المرتبة الرابعة عالميًا في توريد المعدات العسكرية لإفريقيا بنسبة 7.6%، بعد كل من روسيا التي تهيمن على السوق الإفريقية بنسبة 40%، تليها الولايات المتحدة بـ 16%، ثم الصين بـ 9.8%.

هذا التوجه المغربي نحو تحديث ترسانته العسكرية يأتي ضمن رؤية استراتيجية واضحة تستهدف الرفع من الجاهزية الدفاعية وتعزيز القدرات الردعية.

فالسنوات الأخيرة شهدت طفرة نوعية في التسليح المغربي، حيث عززت المملكة شراكاتها مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة، فرنسا، البرازيل، والهند، لتزويد قواتها المسلحة بأحدث الأنظمة القتالية والتكنولوجيات المتطورة.

ولا يقتصر الطموح المغربي على استيراد الأسلحة فقط، بل يمتد إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في الصناعات الدفاعية، عبر الاستثمار في التصنيع العسكري المحلي ونقل التكنولوجيا.

فقد شرعت المملكة في إرساء قواعد صناعة دفاعية متقدمة بالشراكة مع قوى دولية، وهو ما يعزز استقلاليتها الاستراتيجية ويمنحها تفوقًا في إدارة أمنها القومي وفق رؤية مستدامة.

ولتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع، خصصت الحكومة المغربية ميزانية قياسية لقطاع الدفاع في مشروع قانون المالية لسنة 2025، بلغت 133 مليار درهم، وهو ما يمثل زيادة غير مسبوقة مقارنة بالسنوات الماضية.

هذه الزيادة تعكس إدراك المغرب لأهمية تعزيز قدراته العسكرية، ليس فقط لحماية حدوده ومصالحه الاستراتيجية، ولكن أيضًا لضمان موقعه الريادي في معادلة التوازن العسكري الإقليمي.

ووسط هذه الديناميكية، يظل المغرب لاعبًا محوريًا في المشهد الأمني والعسكري بمنطقة شمال إفريقيا، حيث يسابق الزمن لتحديث قواته المسلحة وتأمين حدوده في ظل تحديات أمنية متزايدة.

فبينما تستمر المنافسة العسكرية في المنطقة، يبدو أن المملكة مصممة على مواصلة تعزيز منظومتها الدفاعية، مستندة إلى رؤية استراتيجية تجمع بين الاستيراد المدروس والتصنيع المحلي، مما يضعها على مسار ثابت نحو التحول إلى قوة عسكرية إقليمية ذات تأثير متزايد.

آخر الأخبار