كارثة الرحمة تتفاقم.. ارتفاع حصيلة الضحايا وسط صدمة السكان

الكاتب : انس شريد

01 أبريل 2025 - 06:30
الخط :

لا تزال منطقة الرحمة في الدار البيضاء تعيش على وقع الحزن والصدمة بعد الحادث الأليم الذي هز أركانها يوم الجمعة الماضية، والذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.

فقد شهدت هذه المنطقة فاجعة مأساوية جراء انفجار قنينتي غاز داخل أحد المنازل السكنية، مما تسبب في مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نُقل خمسة منهم في حالة حرجة إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد.

المأساة تفاقمت بعدما فارق الحياة يوم الثلاثاء ثالث ضحية متأثرًا بإصاباته البليغة، لينضم إلى سيدتين كانتا متزوجتين من نفس الرجل، بالإضافة إلى جارتهما التي كانت تقطن في الطابق الثالث من المبنى.

أما الزوج، الذي كان من بين المصابين بجروح خطيرة، فلا يزال يرقد في قسم الإنعاش وسط مخاوف على حياته.

الانفجار لم يقتصر على الخسائر البشرية فحسب، بل تسبب أيضًا في انهيار جزئي للواجهة الأمامية للمبنى المكون من ثلاثة طوابق، مما أثار حالة من الهلع بين السكان وأدى إلى تدخل فوري من قبل السلطات المحلية وعناصر الأمن الوطني والوقاية المدنية.

وتم نقل المصابين على وجه السرعة إلى المستشفى، بينما باشرت الجهات المختصة تحقيقًا موسعًا بإشراف النيابة العامة لتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الحادث المأساوي.

شهادات السكان المحليين تعكس حجم الصدمة التي أحدثها هذا الانفجار، فقد وصفوا اللحظات الأولى للحادث بأنها كانت أشبه بانفجار مدوٍ زلزل الحي بأكمله، أعقبته ألسنة اللهب والدخان الكثيف.

وتحدث البعض عن محاولات إنقاذية يائسة من قبل الجيران قبل وصول فرق الإسعاف، حيث جرت محاولات لانتشال الضحايا وإبعاد المصابين عن ألسنة النيران.

الحادث فتح الباب أمام تساؤلات ملحة حول مدى الالتزام بإجراءات السلامة في استخدام قنينات الغاز، خاصة وأن مثل هذه الحوادث تتكرر من حين لآخر مخلفة وراءها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

ويرى خبراء السلامة أن استخدام هذه القنينات دون اتباع تدابير الحيطة والحذر يعرض الأسر لخطر دائم، مما يستدعي تعزيز التوعية والتشديد على ضرورة فحص القنينات بشكل دوري، والتأكد من عدم وضعها بالقرب من مصادر الحرارة، فضلًا عن ضمان تهوية كافية في المنازل.

وفي ظل هذه الفاجعة، ارتفعت الأصوات المطالبة باتخاذ تدابير أكثر صرامة لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بدءًا من فرض معايير أمان صارمة عند تداول قنينات الغاز، ووصولاً إلى تعزيز حملات التوعية بين المواطنين حول مخاطر التسربات الغازية.

فالمأساة التي شهدتها الرحمة ليست الأولى من نوعها، لكنها بلا شك تفرض ضرورة إعادة النظر في ثقافة السلامة المنزلية لتجنب كوارث مماثلة قد تخطف المزيد من الأرواح.

آخر الأخبار