لقجع: لدينا خارطة طريق واضحة منذ 25 عاما ومونديال 2030 يعززها

يتقدم المغرب بخطى واثقة نحو احتضان نسخة استثنائية من كأس العالم لكرة القدم 2030، بتنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال، في تظاهرة عالمية تعد بالكثير من المفاجآت والتجديدات، ليس فقط على مستوى الملاعب والمباريات، بل في عمق الرسائل الحضارية والتنموية التي يطمح هذا الثلاثي لتقديمها للعالم.
وفي سياق هذا الطموح، قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال مشاركته في مؤتمر "قمة الكرة العالمية" المنعقد بمدينة سلا: "أتمنى نهائيًا بين المغرب وإسبانيا في كأس العالم 2030"، مضيفًا أن هذا الحلم يُعيد إلى الأذهان المواجهة الحماسية التي جمعت بين المنتخبين في ثمن نهائي مونديال قطر 2022.
وأوضح لقجع أن هذا النهائي إن تحقق، فسيحمل رمزية رياضية وتاريخية كبرى، خاصة إذا جرى تنظيمه بمدينة الدار البيضاء، أمام جمهور مغربي عاشق للساحرة المستديرة.
وتابع لقجع قائلاً إن كرة القدم أصبحت اليوم أكثر من مجرد لعبة، بل تحولت إلى "محفز للأمل والتنمية"، مؤكدًا أن مونديال 2030 يأتي في سياق رؤية تنموية شاملة يشتغل عليها المغرب منذ ربع قرن.
وأردف: "المغرب، مع كأس العالم أو بدونه، لديه خارطة طريق قائمة منذ 25 عامًا، سيواصل تطوير مطاراته وبنيته التحتية للسكك الحديدية"، مشيرًا إلى أن فوز المملكة بشرف التنظيم ساهم فقط في تسريع وتيرة بعض المشاريع الكبرى.
كما شدد رئيس الجامعة على أن نسخة 2030 ستكون مختلفة على كل المستويات، فهي النسخة الأولى التي ستجمع بين قارتي إفريقيا وأوروبا، في تناغم يعكس الروابط الثقافية والتاريخية التي تجمع ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى أن البطولة ستكون أيضًا فرصة لإنعاش ذاكرة الشباب المتوسطي بدور المغرب التاريخي كمركز للحضارات وجسر للتدفق التجاري والثقافي بين الشمال والجنوب.
ومن المنتظر أن تشهد نسخة 2030 مشاركة 48 منتخبًا من مختلف القارات، كما ستعرف انطلاقتها الرمزية من أمريكا الجنوبية (الأرجنتين، الأوروغواي، والباراغواي)، تكريمًا للذكرى المئوية لأول نسخة لكأس العالم سنة 1930، وهو ما يضفي على هذه الدورة بُعدًا تاريخيًا وإنسانيًا خاصًا.
ومع تصاعد الاستعدادات، يتعامل المغرب مع الحدث الكروي الأضخم في العالم كفرصة استراتيجية لتعزيز موقعه القاري والدولي، وتكريس دوره كفاعل رياضي وتنموي وازن.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الأشغال والاستثمارات، يبقى الهدف الأسمى، كما عبّر عنه لقجع، هو تحويل كأس العالم إلى مناسبة تتجاوز الملاعب لتلامس آمال المجتمعات وتُبرز قوة الرياضة في صناعة التحول والتقارب بين الشعوب.