بنكيران: الهجرة القروية خطر على الأمن الغذائي.. وأخنوش كان وزيرا "مدللا"

الكاتب : انس شريد

12 أبريل 2025 - 08:30
الخط :

في سياق وطني ودولي متقلب، عادت مسألة الأمن الغذائي لتتصدر واجهة النقاش العمومي، وهذه المرة من زاوية سياسية، بعد أن اختار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يضعها في صلب اهتماماته خلال مداخلة له اليوم السبت، في ندوة نظمتها جمعية مهندس المصباح، بعنوان: "الأمن الغذائي بين مخططي المغرب الأخضر وأليوتيس".

كلمة بنكيران، التي جاءت محمّلة برسائل مباشرة وغير مباشرة، لم تخلُ من نبرة تحذير واضحة بشأن مستقبل البلاد الغذائي، وسط متغيرات عالمية وصفها بـ"المضببة"، داعيًا إلى "الاعتماد على الله وعلى أنفسنا" كمنهج استراتيجي تتطلبه المرحلة القادمة.

واستهل بنكيران استهل حديثه بالإشارة إلى ما وصفه بالارتباك الذي أحدثه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في النظام الدولي، معتبرا أن هذا الواقع يكشف هشاشة التوازنات العالمية ويدفع الدول، وعلى رأسها المغرب، إلى إعادة النظر في رهاناتها الكبرى، وفي مقدمتها الأمن الغذائي.

وأضاف أن المغرب، وعلى امتداد تاريخه، كان يتمتع بنوع من الاستقلال في إنتاج موارده الغذائية، بل كان في زمن سابق مصدّرًا للماشية والحبوب والقطاني والسكر، وهو ما يجعل من تحقيق الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في مادة القمح، أمرًا ممكنًا وإن تطلب الأمر تحمل كلفة مالية مرتفعة.

وفي معرض حديثه عن واقع الفلاح المغربي، عبر بنكيران عن قلقه من استمرار نزيف الهجرة القروية، مبرزا أن الحل يكمن في إعادة الاعتبار للوسط القروي من خلال تبني سياسات حمائية تحفز الفلاحين على البقاء في أراضيهم، وتضمن الحد الأدنى من الإنتاج المحلي.

وقال إن بعض القرى ما تزال تعيش في ظروف بدائية تشبه ما كان عليه الحال قبل مئات السنين، وهو ما يبرر بشكل طبيعي نزوح الساكنة نحو المدن.

وشدد على ضرورة توفير مقومات العيش الكريم في القرى، لأنها تشكل الجبهة الأمامية لضمان الأمن الغذائي.

وفي إطار تأكيده على أهمية السيادة الغذائية، شدد رئيس الحكومة الأسبق على ضرورة تقليص التبعية للأسواق الخارجية، معتبرًا أن الاستيراد، وإن كان حلًا ظرفيًا، يبقى خيارًا محفوفًا بالمخاطر.

وأكد أنه لا يعارض التبادل التجاري أو الفلاحة التصديرية، لكنه يرفض أن يكون ذلك على حساب الحاجيات الأساسية للمغاربة، والتي اعتبر أنها يجب أن تكون مؤمنة بالكامل من الإنتاج المحلي.

وعاد بنكيران لكشف بعض كواليس علاقته بعزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، الذي قال عنه إنه كان يقدّره حين كان وزيرًا للفلاحة، بل إنه شخصيًا هو من أصر على بقائه في الحكومة، نافيًا أن يكون قد فُرض عليه من طرف الملك.

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن أخنوش كان يرفض أي تدخل في قطاعه، واصفًا إياه بأنه كان وزيرًا "مدللًا" يتمتع برعاية خاصة.

آخر الأخبار