تصعيد جديد لطلبة الطب بسبب "هزالة التعويضات" وتماطل الوزارة في تنفيذ محضر التسوية
عاد التوتر ليخيم من جديد على كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بعدما هددت اللجنة الوطنية لطلبة هذه التخصصات بالتصعيد والعودة إلى الاحتجاجات.
وحذر طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان مما وصفوه بـ"تماطل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في تنفيذ بنود محضر التسوية".
واستغرب الغاضبون لعدم صرف الزيادة المتفق عليها في التعويضات اليومية، التي لم تتجاوز إلى حدود الساعة 21 درهما.
وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى وزير الصحة، أمين التهراوي، تساءلت اللجنة عن أسباب هذا التأخر، وعما إذا كانت الوزارة تعتزم فعلا الوفاء بتعهداتها.
وأكد المصدر نفسه أن الطلبة "آثروا طويلا سلوك طريق الحوار المسؤول"، غير أن تجاهل المطالب وغياب أي تجاوب فعلي "كرس سياسة الآذان الصماء، وفتح الباب مجددا أمام الاحتقان".
واعتبرت اللجنة أن هذا التعويض "هزيل ولا يغطي الحد الأدنى من متطلبات الحياة الجامعية"، وأن الزيادة التي تم الاتفاق بشأنها "لا تزال حبيسة الوعود"، رغم مرور أشهر على توقيع محضر التسوية، ورغم التصريحات السابقة للوزارة التي أكدت أن المرسوم المرتبط بالتعويضات في طور التحيين.
اللجنة عبرت عن استيائها مما وصفته بـ"غياب مؤشرات جدية على التزام الوزارة". ولفتت إلى أن التأخر في التنفيذ طال أيضا بنودا أخرى في المحضر، كهيكلة السلك الثالث، ومعالجة وضعية دفعة 2023-2024 التي لا تزال ترزح تحت ضبابية بيداغوجية تنذر بمزيد من التأزم.
وحملت اللجنة وزارة الصحة كامل المسؤولية عن تفاقم الوضع داخل كليات الطب، محذرة من أن مناخ الاحتقان "بلغ مستويات مقلقة"، مطالبة بـ"تجاوب عاجل، فعلي ومسؤول، مع المطالب المرفوعة، صونًا لحقوق الطلبة وتفاديا لأي تصعيد محتمل".
ويأتي هذا التهديد بالتصعيد بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الطلبة، كان آخرها في فبراير الماضي، رفضا لـ"الوضعية المزرية" التي تعرفها الكليات، واحتجاجا على "عدم احترام الوزارة للآجال المتفق عليها".
وفي مارس المنصرم، تقدمت اللجنة بطلب لقاء عاجل مع كل من وزير الصحة ووزير التعليم العالي، في محاولة لاحتواء الأزمة التي تزداد حدتها يوما بعد يوم، في ظل غياب قنوات الحوار، وتفاقم الأوضاع داخل المؤسسات التعليمية الطبية.
ويبدو أن شبح المقاطعة، الذي خيم على كليات الطب لما يقارب السنة في وقت سابق، بات يلوح من جديد، في حال لم تفعل الوزارة التزاماتها، وتبادر إلى احتواء الأزمة قبل انفجارها من جديد.