تحركات بأمريكا وأوروبا لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية
تشهد الساحة الدولية تطورات متسارعة في ملف الصحراء المغربية، مع تصاعد الدعوات الأمريكية والأوروبية لتصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كمنظمة إرهابية، على خلفية تورطها المتزايد في أعمال مسلحة تهدد الأمن الإقليمي وتورطها المحتمل مع شبكات التطرف في منطقة الساحل.
الملف على طاولة البنتاغون
ووفق تقارير أمريكية، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) توصلت بمطلب يتضمن أدلة وحيثيات من أجل إدراج جبهة البوليساريو على لائحة التنظيمات الإرهابية. المطلب استندً إلى تقارير استخباراتية تؤكد تورط الجبهة في أنشطة مسلحة ضد مدنيين مغاربة، أبرزها الهجوم على احتفال مدني في مدينة المحبس.
وأشار السيناتور الأمريكي جو ويلسون إلى أن البوليساريو تمثل "تهديدا مباشرا للاستقرار في غرب إفريقيا"، متهما إيران وكوبا بدعمها العسكري واللوجستي. وداعا إلى تعزيز الدعم الأمريكي للمغرب، بوصفه شريكا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب.
مواقف أوروبية داعمة للمغرب
وفي أوروبا، دعا كل من ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني الأسبق، وبيير-هنري دومون، النائب الفرنسي السابق، إلى ضرورة تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي. وحذرا من أن الجبهة باتت تمثل امتدادا للنفوذ الإيراني في المنطقة، وتسهم في زعزعة الأمن في الساحل والصحراء.
وقال فوكس في تغريدة "لا يمكن تجاهل التهديد الذي تمثله البوليساريو. إنها جماعة مسلحة تعمل بالوكالة وتسعى إلى تقويض استقرار شمال إفريقيا".
أما دومون، فقد دعا حكومات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات حاسمة، مؤكدا أن "دعم المغرب في مواجهة الإرهاب يقتضي موقفا واضحا من هذه الميليشيا التي تهدد أمن أوروبا أيضا".
تحول استراتيجي في الموقف الدولي
وتعكس هذه المواقف ومواقف أخرى قبلها، تحولا استراتيجيا في الموقف الدولي إزاء قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد سلسلة من الاعتداءات التي تورطت فيها البوليساريو، وتحقيقات دولية تشير إلى صلات مشبوهة بينها وبين جماعات متطرفة تنشط في ليبيا ومالي والنيجر، فضلا عن تورطها في أعمال ارهابية بدول جنوب الصحراء.
ويعتبر هذا التوجه انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب، الذي طالما نبه المجتمع الدولي إلى الخطر الإرهابي الذي تمثله الجبهة الانفصالية، ودورها في تعطيل جهود التنمية والاستقرار في المنطقة.
دعم دولي أوسع للحكم الذاتي
ويتوقع أن تشهد قضية الصحراء المغربية دعما متزايدا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها الحل الواقعي الوحيد لضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأمنية وتراجع الدعم الدولي للطرح الانفصالي.
