الركراكي: لا نُلاحق كل من يحمل أصولا مغربية.. نحن نختار من يختارنا بقلبه

الكاتب : انس شريد

25 أبريل 2025 - 07:30
الخط :

في تصريح يعكس النضج الرياضي والرؤية الهادئة، عاد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، للحديث عن ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، مؤكدًا أن المغرب لا يلاحق كل لاعب يحمل جذورًا مغربية، بل يبني مشروعًا متماسكًا يقوم على الحوار والثقة والانتماء الصادق.

الركراكي، في مقابلة مع صحيفة "آس" الإسبانية، تحدث بصراحة عن الجدل الذي رافق الظهور اللافت للاعب تياغو بيتارش بينار، أحد مواهب ريال مدريد الصاعدة، والذي يوجد في مفترق طرق بين تمثيل إسبانيا أو المغرب.

وردًا على سؤال حول نية الاتحاد المغربي في التواصل مع اللاعب، أجاب المدرب الوطني: "نعم، سنتحدث معه، ولكن لا تظنوا أن المغرب يطارد كل لاعب من أصل مغربي. لقد تغير العالم وتغيرت كرة القدم."

وأكد الركراكي أن المغرب لا يراهن فقط على الأصول، بل على المشروع الشامل الذي يُعرض على اللاعب، بما في ذلك الإمكانيات الرياضية، وقيمة الجماهير، والحب الذي يمكن أن يمنحه الوطن.

وأشار إلى أن المنتخب المغربي لم يعد بحاجة إلى الوعود والضغوط، بل صار يمتلك بنية تحتية ومرافق من الطراز العالمي، تضعه في مصاف الدول الطامحة لاحتضان مستقبل الكرة العالمية، لا سيما في ظل الاستعداد المشترك لاستضافة كأس العالم.

مضيفا: "نحن لا ننتظر حتى ينضج اللاعب ليختارنا. نتواصل مع اللاعبين مبكرًا، نحاول أن نفهم موقفهم ونحترمه، وإذا اختار أحدهم المغرب فنحن سعداء، وإذا لم يفعل، فنحن لا نحمل عليه شيئًا".

وتطرق الناخب الوطني إلى حالات مشابهة، مثل اللاعب زكريا الخنوس والظهير الأيسر لخديم، الذي ينتمي لأكاديمية ريال مدريد، مؤكدًا أن الاختيار ينبع من القناعة والاحترام المتبادل، وليس من التخويف أو التجنيد القسري.

وقال: "أظهرت له أنني أؤمن به، فاختار المغرب رغم صغر سنه، إنه مثال حي لما نطمح إليه."

وفيما يتعلق بحالة بيتارش بينار، شدد الركراكي على أن الخيار يعود للاعب وحده، مؤكدًا أن اختيار إسبانيا لا يعني بالضرورة نكران أصوله المغربية.

وفي ختام حديثه، أعاد الركراكي النقاش إلى سياقه الإنساني، متحدثًا عن تجربته الشخصية كونه ولد في فرنسا ويحمل ثقافة مزدوجة، مؤكدًا أن الأمر معقد أكثر مما يبدو.

وتعكس تصريحات الركراكي توجهًا جديدًا في التعامل مع ملف مزدوجي الجنسية داخل المنتخب المغربي، مبني على الهدوء، الاحترافية، واحترام الذات.

آخر الأخبار