بين حربائية "مصطفى البرغوثي" الفلسطيني و"إخوان" حزب "القنديل" في المغرب

سمير الحيفوفي
ما هي وحدة الموضوع في الحديث عن تدخل "مصطفى البرغوثي"، رئيس ما يعرف بـ"المبادرة الوطنية الفلسطينية"، عبر تقنية التواصل المرئي، عشية اليوم السبت 26 أبريل 2025، بالمؤتمر الوطني التاسع لحزب "العدالة والتنمية"؟ إن لم تكن الحربائية التي يتقاسمها مع كل تجار القضية الفلسطينية، ممن يعيشون بين ظهراني المغاربة، ويفردون أذرعهم لتلقف كل مدع يهاجم وطنهم، ويحرض ضد الاستقرار فيه.
وإنه أمر أصبح عادة عند "الإخوان"، فقد سار "مصطفى البرغوثي"، على منوال "خالد مشعل"، رئيس حركة "حماس" الفلسطينية بالخارج، والذي يسميه "المحسوبون على حزب "القنديل"، "كبير المجاهدين"، وكان دعا بدوره، على هامش "المهرجان الوطني طوفان الأقصى وواجب النصرة"، الذي نظمته حركة "التوحيد والإصلاح"، إلى إثارة الفتنة في المغرب وشق عصا الطاعة لمؤسسات الدولة المغربية.
ولا يضير "مصطفى البرغوثي"، أن يكون حربائيا أو مكشوفا، وهو الذي سبق والتقى "شلومو بن عامي"، الوزير الإسرائيلي السابق في إيطاليا، وبعدما أنكر كثيرا هذا الأمر انتهى بالإقرار به، فلهذا المعادي للمغرب، الذي التفت لقضيته الأولى، مغيَّبون يصفقون له ويهللون لكل أمثاله، في حربائية مقيتة، تنأى بهم عن الذود عن مصالح الوطن، متى طردوا من النافذة، كما فعل معهم الناخبون المغاربة، في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة.
ولعل إخوان عبد الإله ابن كيران، هم أول من استلوا الحناجر ليغرسوها في ظهر المغرب، وقد كان سعد الدين العثماني، أمينهم العام السابق، والمشرف حينها على المظلة السياسية التي تستظل تحتها "حركة التوحيد والإصلاح"، هو من تكفل بإحياء العلاقات المغربية مع إسرائيل، وذيَّل بتوقيعه ما يعرف بـ"اتفاقية إبراهيم".
لقد طعنوا المغرب وهم يتلونون ويناشدون إسقاط ما أقروه بأنفسهم، لغاية العودة من جديد إلى الواجهة السياسية، عبر "الركمجة"، على القضية الفلسطينية، وهم يبتغون هذا المرمى وأيضا، ممارسة الابتزاز السياسي االسياسي الذي يتقنونه أكثر من غيرهم، والحال أنهم يمعنون في ذلك بالاحتفاء بكل خصوم الوحدة الترابية.
لقد فسح إخوان عبد الإله ابن كيران الباب على مصراعيه، لا من هب ودب ليعطي الدروس للمغاربة ويحرضون ويهيجون خفاف العقول، ليمارسوا عليهم وصايتهم ويدعونهم إلى الكفر بالقرار السيادي للمغرب، والذي لم يكن البتة على حساب القضية الفلسطينية، كما يجرى التجار الحقيقيون بها.
ولربما في احتفاء المؤتمر الوطني التاسع لحزب "العدالة والتنمية، بـ"راشد الغنوشي"، رئيس حزب "النهضة" التونسي، ما يشي بأن إخوان "القنديل"، لا ينفكون عن التهليل لكل من عادى مصالح وطنهم، وهو الحزبي التونسي الذي اقترح على سنوات قريبة إقامة اتحاد مغاربي يضم تونس وليبيا والجزائر فقط، وإقصاء المغرب وجارتها الجنوبية موريتانيا.
ثم إن توجيه الدعوة إلى "الشيخ" الموريتاني "ولد الددو الشنقيطي"، الذي لطالما هاجم المغرب بعد اعتراف "دونالد ترامب"، الرئيس الأمريكي خلال ولايته الأولى بمغربية الصحراء، لهو نقيصة أخرى ودسيسة لن تكون الأخيرة، من حربائيين يتاجرون بالقضية الفلسطينية، ويناوؤن مصالح الوطن دون أن يطرف لهم جفن.