لا يعيش إلا بمشكل.. عسكر الجزائر يطلق أبواقه لنهش الإمارات

الكاتب : الجريدة24

03 مايو 2025 - 11:30
الخط :

هشام رماح

لأن النظام العسكري لا يعيش إلا بمشكل، قرر تحويل الدفة من جديد نحو دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ليهاجمها ويصفها بـ"الدويلة المصطنعة"، بعدما وجد الفرصة لذلك في برنامج حواري بث على قناة "سكاي نيوزعربية"، استضاف "محمد الأمين بلغيث"، وهو مؤرخ جزائري قال إن الأمازيغية هي "صناعة صهيونية فرنسية".

وبمجرد ما أذيع البرنامج الذي كانت تديره مذيعة جزائرية تتحدر من منطقة "تبسة"، حتى هاجم التلفزيون الجزائري الرسمي الإمارات العربية المتحدة، وتوعدها برد الصاع صاعين، بعدما قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر، متهما إياها بمحاولة تفتيت الجزائر.

وانفلت النظام العسكري الجزائري من عقاله ليطلق كل أبواقه الإعلامية لتفرغ ذخائرها من قواميس السب والشتم التي تتسلح بها، رغم أن الأمر الذي جرى التعبير عنه في البرنامج ند م فم مؤرخ جزائري، جرى الاتصال به عن بعد، وكانت تحاوره مذيعة جزائرية اٌرت في البرنامج أنها من أعدت الأسئلة التي وجهتها إليه.

لكن ولأن في قلوب العسكر ما يغيظهم تجاه الإمارات العربية المتحدة التي سبق وصفعت "سعيد الشنقريحة"، كبير الـ"كابرانات"، ولم تلتفت إلى محاولاته التودد إليها، جعلوا إعلامهم ينقض على البلد الخليجي، ونهشوا فيه بكل ما أتوا من سعة في أفواههم القذرة والمليئة بأقذع الأوصاف وأحط النعوت.

ولعل السؤال الذي يبرز، هو ما هو دخل دولة الإمارات العربية المتحدة في البرنامج، خاصة وأن المحاور ومحاورته جزائريان، فكما أن المذيعة تتحدر من "تبسة"، فالمؤرخ يتحدر من "عنابة"، وهو من عبر عن رأيه في شأن الأمازيغية، في البرنامج الذي قالت محاوِرَته إنها حضرت له جيدا؟

ثم ما دخل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وقناة "سكاي نيوز عربية"، تبث من منطقتها الإعلامية الحرة وتعد القناة استثمارا خاصا وليس حكوميا؟ لكن التلفزيون الجزائري أورد تقريرا جاء فيه أن هناك "تصعيدا إعلامي خطير من دويلة الإمارات المصطنعة يتجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه وحدة وهوية الشعب الجزائري".

وأفاد التلفزيون الرسمي الجزائري وتلته باقي القنوات بأن "تهجّم الإمارات على الجزائر ذات التاريخ المقاوم ليس سوى محاولة يائسة من كيانات هجينة تفتقر إلى الجذور والسيادة الحقيقية"، وبأنها استغلت "تاجر إيديولوجيا في سوق التاريخ"، في إحالة على المؤرخ الجزائري "محمد الأمين بلغيث".

وجاءت تصريحات المؤرخ الجزائري في مقابلة عن بعد مع قناة "سكاي نيوز عربية"، بعدما طلبت منه المذيعة توضيحات بشأن أرائه حول الهوية الأمازيغية، وقد أكدت على أن موقفه غير سليم ويعد طمسا لهوية شعب بأكمله، لكنه قال إن الأمازيغية إنما هي مشروع إيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز.

وقال المؤرخ الجزائري، إن "قضية الأمازيغية تُعد، بإجماع عقلاء ليبيا والجزائر والمغرب، مشروعا سياسيا هدفه تقويض وحدة المغرب العربي، خدمةً لمشروع فرنسي يسعى إلى فرض مغرب فرنكوفوني"، وأردف "أصلنا يعود إلى الفينيقيين الكنعانيين، وهذا هو السرّ بيننا وبين خصومنا في الداخل والخارج".

وبمجرد انتشار تصريحات المؤرخ، بادرت أبواق العسكر إلى مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، باتهامات جاهزة، بعدما باءت محاولات العسكر رأب الصدع الذي تسببوا فيه، وهم يتهمون نفس البلد بكل الآثام والشرور، لا لشيء سوى لأنها تعترف بمغربية الصحراء وتحتفظ بعلاقات أخوة وطيدة مع المملكة المغربية، العدو الأزلي للـ"كابرانات".

آخر الأخبار