إدارة الرجاء تصطدم بشروط مالية مرتفعة في مفاوضات تجديد العقود

يواجه نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم أزمة جديدة في ملف تجديد عقود عدد من ركائز الفريق، بعدما اصطدمت المفاوضات التي أطلقها المكتب المسير، بقيادة الرئيس المؤقت عبد الله بيرواين، بمطالب مالية اعتبرها مسؤولو النادي مرتفعة ولا تتماشى مع الوضعية الاقتصادية الحالية للفريق.
ويسعى الرجاء إلى الحفاظ على استقراره التقني والبشري استعدادًا للموسم المقبل، غير أن المحادثات مع خمسة من أبرز لاعبيه تسير في اتجاه معقّد، وسط تباين واضح بين ما يطلبه اللاعبون وما تقترحه الإدارة.
ودخل بيرواين، منذ أسابيع، في مفاوضات مباشرة مع اللاعبين المعنيين، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإقناعهم بتجديد عقودهم التي تنتهي بنهاية الموسم الجاري.
ويتعلق الأمر بكل من عبد الله خفيفي، محمد بولكسوت، آدم النفاتي، صابر بوغرين، ويوسف بلعمري، وهم من الأسماء التي يعتبرها الطاقم التقني ركائز أساسية ضمن مشروع الموسم المقبل، في حال التوصل إلى اتفاق يضمن استمرارهم.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "الجريدة 24"، فإن عبد الله خفيفي يشترط مبلغ 350 مليون سنتيم مقابل تمديد عقده، في حين يفضل آدم النفاتي التريث إلى حين انتخاب رئيس جديد للنادي، رغم أنه طالب سابقًا بأزيد من 200 مليون سنتيم.
كما عبر باقي اللاعبين بدورهم عن رغبتهم في الحصول على مستحقاتهم العالقة، إلى جانب توقيع عقود بشروط مالية محسّنة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الحالية الحفاظ على توازنها المالي وعدم تجاوز السقف المحدد للإنفاق، تصرّ أطراف داخل الفريق على أولوية ضمان الاستقرار الرياضي، خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات محلية وقارية تتطلب توفر مجموعة متجانسة وذات خبرة.
ويعاني الرجاء أصلًا من تبعات مالية متراكمة، تجاوزت الديون حاجز مليار سنتيم، حيث فرضت على المكتب المؤقت اعتماد سياسة تقشفية، دون المساس بأركان الفريق الأساسية.
وباشر عبد الله بيرواين، اتصالاته مع وكلاء اللاعبين من أجل مناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بالتجديد، مشيرًا إلى أن الرغبة في الحفاظ على الاستمرارية قائمة، لكن لا يمكن تجاهل الواقع المالي الراهن.
ومستعد الرجاء لتقديم عروض معقولة تتماشى مع إمكانياته، داعيًا اللاعبين إلى مراعاة الظروف الحالية ومساندة الفريق في هذه المرحلة الدقيقة.
وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في هذا الملف، خاصة مع اقتراب موعد نهاية الموسم، حيث سيكون على المكتب المسير اتخاذ قرارات حاسمة قد تشمل البحث عن بدائل في حال تعثر مفاوضات التجديد، وهو ما قد يعيد طرح إشكالية النزيف البشري في صفوف الفريق، الذي عاش موسمين متقلبين بين الطموح الرياضي والأزمات المالية.