"علي لمرابط".. عندما تكفل الجاهل بنسف ادعاءاته وأسطورة "مهدي حجياوي" بنفسه

سمير الحيفوفي
الجهل ظلمات وفي لجته يسبح "علي لمرابط"، الذي يسوق قطيعا من الماعز الذين يرددون ثغاءه ولا يدققون في افتراءاته، لكن ليس كل الناس سواء وليسوا كلهم سذج أغبياء مثلما يظن صاحبنا الجاهل الذي كلما لعبت برأسه الخمرة ابتدع ما يفضحه دون أن يدري بأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يفعله العدو بعدوه.
ومثل الأفعى التي تبتلع ذيلها، وضع "علي لمرابط" نفسه في شرود وكشف جهله الفظيع، وهو يفتري مثلما افترى في آخر خرجاته وهو يتناول من جديد لازمته المدعو "مهدي حيجاوي"، فكان أن كذب نفسه بنفسه وكتب على نفسه أنه مفتر أشِر لا يعرف للحق والحقيقة سبيلا.
فماذا قال "علي لمرابط" وهو الذي يقول تارة إن "مهدي حيجاوي" كان برتبة "Adjudant" أو "مساعد"؟ لقد قال إن هذا الأخير تمدرس في الثانوية العسكرية بمكناس، وهو قول لو يعلم "علي لملاوط"، يكشف أنه يسبح في الترهات وبأنه جاهل بأبسط التفاصيل، وجهله ينسف أطروحاته وادعاءاته من الأساس.
ويغيب عن "علي لمرابط" أن المرور من الثانوية والأكاديمية العسكرية في مكناس، لهو موجب للانتماء على سلك الضباط، والمتخرج يبتديء برتبة "ملازم ثان" (Sous-Lieutenant) ، أما رتبة "مساعد" فهي محسوبة على سلك ضباط الصف، وهما سلكان مختلفان تماما لو يعلم الجاهل الذي يتحف القطيع الذي يصفق له بجهالته.
وكما أن "علي لمرابط" يحاول أن يجعل من "مهدي حيجاوي" أسطورته التي يردد بشأنها خطبه "العصماء" فإن جهله بالرتب والأسلاك العسكرية ينم فعلا عن سعيه إلى ذلك، ولو خالط بين الأمور وغالط "الجمهور" المغفل الذي يستمع إليه، لحد يجعله يتجاوز تفاصيل مهمة كان حري به أن يدقق فيها لتكتمل رواياته التي ينسجها في خياله المريض.
فهل يعلم "علي لمرابط" بأن الرتب المتعلقة بضباط الصف تُستَهَل بـ"رقيب" ثم "رقيب أول" ثم يتسلق العسكري الرتب إلى أن يصل إلى "أدجودان" بنجمة فضية ثم إلى النهاية وهي "أدجودان شاف"، والذي يضع على كتفيه نجمة ذهبية، بينما في سلك الضباط تستهل الرتب بملازم ومن هناك إلى ما هو أعلى منها من رتب؟
إنها أمور يجهلها "علي لمرابط" لكنه يصر أن يصدع الرؤوس بإدراجها في حكاويه ليوهم قطيعه أنه عارف، بينما في الحقيقة تشابه عليه البقر، وإلا ما تفسيره للمغالطات التي يصرفها عنوة وبإمعان، في حديثه عن أسطورته "مهدي حيجاوي"، والذي ولحد الساعة لم يستطع إثبات رتبته كما يجري الأمر عادة، ويكون عبر وثيقة رسمية.
وبالكاد يتحجج "علي لمرابط" بأن "مهدي حيجاوي" درس في الثانوية العسكرية بمكناس، وهو أمر مردود عليه لماذا؟ لأن ليس كل دارس في هذه المؤسسة يكتسب صفة عسكري، ففيها يلقن التلاميذ ما يؤهلهم لاجتياز مباريات الولوج للمؤسسات العسكرية العليا، بعد اجتياز امتحانات الباكالوريا، وليس كل دارس يستطيع ذلك، لو يعلم.
ولعل من غرائب أقاويل "علي لمرابط" ما ادعاه كون مهدي حيجاوي" الذي رأى النور في 1973، قد التحق بـ"لادجيد" في 1990، برتبة "مساعد" (Adjudant)، وهو أمر عزيز على أي كان، اللهم إن كانت المراهقة موجبا للتعيين وبرتبة متقدمة مثل التي يدعي الجاهل العظيم الذي يسترسل في الكلام بلا لجام ولا رقيب على ما يقول.
إنها بعض من افتراءات "علي لمرابط" الذي كذب وصدق أكاذيبه وأوهامه المتمثلة في كون فتى في 17 سنة، قد يحصل على رتبة "مساعد"، وفي جهاز مثل "DGED"، وهي أكاذيب إن قيست على غيره تسقط كل أراجيفه مثل قطع الــ"دّومينو"، ولعل في العودة إلى فيديوهاته ما يشي بأنه يسقط الطائرات أو بمنطق الدارجة المغربية يتقن فن "الشاكي لاكي".
ولقد ذهب "علي لمرابط" إلى مدى بعيد وهو يحيل على أن "مهدي حيجاوي" رجل ثقة ومستشار سري لفؤاد عالي الهمة، المستشار الملكي، مكلف بتقارير الأجهزة، وثم ارتد في فيديو آخر ليفيد بأنه فؤاد عالي الهمة وبتنسيق مع عبد اللطيف الحموشي، سعيا إلى إقصائه من "لادجيد" وتوريطه قضائيا، وفي ذلك يقول جاهلنا الشيء ونقيضه لكن لا يطرف له جفن مثل أي كذاب داعر.
الأكيد أن "علي لمرابط" في سباحته في ظلمات الجهل متصيدا سذاجة القطيع الذي يهلل له، لم يرس له على بر، فتراه مصرا على جعل "مهدي حجياوي" مرة كـ"رجل ثقة القصر" وأخرى كـ"مستهدف" وأخرى "منشق" وأخرى "هارب"، وكل ذلك في انتظار أن يصفه مرة بأنه "سوبرمان" وأخرى بـ"باتمان" ثم "سبايدرمان"، وهو أمر قريب ولا ريب، سيحين متى زاد جاهلنا من جرعة الخمرة التي يقارعها.