ماسح ضوئي للقدمين يتنبأ بقصور القلب قبل ظهور أعراضه

الكاتب : الجريدة24

05 يونيو 2025 - 05:00
الخط :

 

أعلن باحثون بريطانيون عن تطوير ماسح ضوئي متقدم للقدمين، قادر على التقاط علامات مبكرة لقصور القلب، قبل أكثر من أسبوع من ظهور الأعراض السريرية المعتادة.

ويعتمد هذا الابتكار الطبي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ يستطيع الماسح التقاط ما يصل إلى 1800 صورة في الدقيقة الواحدة لقدم وأسفل ساق المريض من زوايا متعددة، لقياس وتقدير نسبة السوائل المتراكمة بدقة عالية، وهي واحدة من العلامات الحيوية على تدهور محتمل في حالة القلب.

تشخيص استباقي
وبحسب الفريق البحثي المطور، فإن الجهاز الجديد قادر على اكتشاف مؤشرات الإصابة بقصور القلب قبل 13 يوما من تطور الحالة إلى مرحلة تتطلب الاستشفاء. وهو ما يتيح للأطباء التدخل السريع بمجرد ظهور إشارات الخطر، عوض انتظار تفاقم الأعراض مثل ضيق التنفس، زيادة الوزن، أو تورم الساقين.

ويعتبر تراكم السوائل بين الخلايا من أبرز المؤشرات التحذيرية لقرب حدوث قصور في وظيفة القلب.
هذا الأخير، الذي يعجز تدريجيا عن ضخ الدم بشكل فعال إلى أنحاء الجسم، يترك المريض عرضة لنوبات متكررة، قد تفرض عليه دخول المستشفى بشكل طارئ ومتكرر.

ثورة في الرعاية المنزلية
يرى مختصون في أمراض القلب أن هذه التقنية قد تشكل ثورة في مجال الرعاية الصحية الوقائية، خصوصا إذا ما تم تعميم استخدامها على المرضى المعرضين لخطر الإصابة، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في وظائف القلب دون أعراض ظاهرة.

ويقول الدكتور "جون بارتلي"، أحد المشرفين على الدراسة، إن "أحد أهم أسباب تفاقم حالة مرضى القلب هو تأخر اكتشاف علامات التدهور.
أما اليوم، ومع هذا الجهاز الذكي، فيمكننا توقع المشكل قبل أن يصبح أزمة، والتصرف بسرعة لإنقاذ المريض وتقليل مدة علاجه".

تقليص الضغط 
يأتي هذا الاكتشاف في وقت تواجه فيه الأنظمة الصحية في عدة دول ضغوطا متزايدة، بسبب أعداد المترددين على أقسام الطوارئ والمستشفيات، خاصة من مرضى القلب الذين تتكرر زياراتهم للعلاج من مضاعفات كان يمكن تجنبها.

ويؤكد الباحثون أن اعتماد الماسح الضوئي بشكل واسع يمكن أن يخفف من عبء الاستشفاء، ويوفر على الأنظمة الصحية كلفة العلاج الطويل، وذلك عبر توفير وسيلة بسيطة، وغير تدخلية، لرصد المؤشرات البيولوجية الأولية.

تحت المجهر
ورغم أن التقنية لا تزال في مراحل التجريب السريري، إلا أن نتائجها الأولية توحي بإمكانية إدماجها مستقبلا ضمن بروتوكولات الرعاية المنزلية لمرضى القلب، أو حتى ضمن الأجهزة الذكية الشخصية.

ويجمع الأطباء والباحثون على أن الذكاء الاصطناعي، حين يوظف بدقة وأخلاقيات صارمة، يمكن أن يتحول إلى أحد أهم حلفاء الإنسان في معركته الطويلة ضد الأمراض المزمنة.

آخر الأخبار