هل تعرقل أشغال القطار السريع افتتاح حديقة عين السبع بعد سنوات من الانتظار؟

الكاتب : انس شريد

08 يونيو 2025 - 09:30
الخط :

في مدينة أنهكتها الأشغال وتنتظر منذ سنوات متنفسًا بيئيًا وسياحيًا حقيقيًا، عاد مشروع حديقة الحيوانات بعين السبع إلى واجهة الجدل، وسط تنامي القلق من أن يمتد مسلسل التأجيلات، هذه المرة، بفعل أشغال تمديد شبكة القطار السريع الإقليمي (RER) الذي يخترق النسيج الحضري للمنطقة المحاذية للمشروع.

خلال الأيام الأخيرة، عاينت الجريدة 24 تحركات متسارعة للسلطات المحلية بعين السبع، التي أشرفت على عمليات هدم شملت بنايات سكنية وفيلات فخمة تقع في المسار المستقبلي للخط السككي الجديد، الرامي إلى ربط الدار البيضاء بمدينة بنسليمان، حيث يُرتقب إنشاء أحد أكبر الملاعب الرياضية بالمغرب. غير أن هذه الدينامية العمرانية صاحبتها مخاوف حقيقية لدى الساكنة، من أن تكون حديقة عين السبع ضحية جديدة على مذبح المشاريع الكبرى، سيما وأن السكة الجديدة تمر على مقربة من موقع الحديقة.

وتأتي هذه التخوفات في سياق زمني دقيق، إذ كان من المنتظر أن تفتح الحديقة أبوابها هذا الصيف، بعد سنوات من التأجيل. فقد بدأ هذا الورش منذ سنة 2014، في إطار رؤية طموحة لتحويل الحديقة القديمة إلى معلمة بيئية وترفيهية تضاهي المعايير الدولية، من خلال تصميم يغطي 13 هكتارًا، ويجمع بين التنوع البيولوجي لقارات إفريقيا وآسيا وأمريكا، إلى جانب مرافق تعليمية وترفيهية.

ورغم مرور أكثر من عقد على انطلاق الأشغال، ما يزال المشروع يترنح بين عراقيل تنفيذية، واختلالات في الإنجاز، وتفاوت في التصريحات الرسمية. فقد قامت لجنة التتبع التابعة للمجلس الجماعي، برئاسة عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي، بزيارة ميدانية للموقع، رفقة عامل عمالة عين السبع – الحي المحمدي وعدد من المسؤولين، للوقوف على مدى تقدم الأشغال، إلا أن الزيارة أفرزت صورة قاتمة عن مستوى الجاهزية.

 

 

اللجنة رصدت عدداً من النقائص في المرافق الحيوية، سواء تلك المخصصة للزوار أو المرتبطة بإيواء الحيوانات. من بين أبرز الاختلالات، غياب المساحات العائلية الكافية، ضعف البنية التحتية الخاصة بالجلوس والاستراحة، وأوجه قصور قد تؤثر على صحة الحيوانات نتيجة غياب معايير الرعاية والسلامة البيطرية المعتمدة عالميًا.

هذه الملاحظات أثارت امتعاض اللجنة، التي عبّرت عن استيائها من أداء شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، المفوض لها تنفيذ الأشغال، ووجهت إنذارًا شديد اللهجة لشركة “دريم فيلاج” المكلفة بالتنفيذ، مطالبة بمعالجة هذه الإشكاليات خلال أسابيع معدودة.

ورغم هذا السياق السلبي، أفادت مصادر الجريدة 24 بأن عملية استقدام الحيوانات بلغت حوالي 80%، في انتظار وصول دفعة جديدة منتصف شهر يونيو، استعدادًا لمرحلة الحجر البيطري الإجباري الذي يدوم أربعة أسابيع قبل افتتاح الحديقة.

وفي المقابل، فإن الشركة المكلفة تُبدي نوايا طموحة لجعل المشروع واجهة سياحية جديدة للعاصمة الاقتصادية، غير أن غياب رؤية زمنية واضحة يطرح أكثر من علامة استفهام.

وفي خطوة تُوصف بالإيجابية، صادق المجلس الجماعي مؤخرًا على اتفاقية جديدة لإعادة بناء السور الخارجي للحديقة وتحويل شبكة السقي، وهو ما اعتبره بعض المتابعين مؤشرًا على استمرار الورش، لكنه لدى آخرين مجرد مسكن مؤقت يعكس استمرار الأعطاب البنيوية العميقة التي تعيق إخراج المشروع لحيز الوجود.

الشارع البيضاوي، من جهته، يتابع الوضع بحذر مشوب بالإحباط، إذ أن سنوات من الانتظار والوعود لم تُفضِ إلى نتيجة ملموسة. المشروع الذي كان يفترض أن يُنجز في فترة لا تتجاوز 36 شهرًا، لا يزال يعيش على وقع اختبارات تقنية وملاحظات إدارية وتدخلات متكررة للمسؤولين دون نتيجة حاسمة.

ورغم تطمينات العمدة والمسؤولين المحليين، تتعالى أصوات المواطنين متسائلة عن مآل المشروع الذي كلف ميزانية ضخمة وتسبب في إغلاق طويل لواحدة من أكبر حدائق المملكة.

آخر الأخبار