ارتفاع الحرارة يعيد كابوس العقارب والأفاعي إلى مناطق واسعة بالمغرب

الكاتب : انس شريد

08 يونيو 2025 - 10:30
الخط :

يشهد المغرب، مع بداية شهر يونيو الحالي، ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، الأمر الذي يثير من جديد المخاوف الصحية والاجتماعية في عدد من المناطق القروية وشبه الحضرية.

ففي هذه المناطق، يتسبب ارتفاع الحرارة في تنشيط حركة الزواحف السامة، خاصة العقارب والأفاعي، التي تخرج من جحورها بحثًا عن الطعام والماء، مما يعرض السكان لخطر لسعات ولدغات قد تكون مميتة أحيانًا.

في الواقع، تُعتبر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي من أخطر المشكلات الصحية الموسمية التي تواجهها المناطق القروية بالمغرب.

وتزداد أعداد الإصابات بشكل كبير خلال أشهر الصيف، وتتحول هذه الحوادث إلى كابوس حقيقي للأسر التي تجد نفسها عاجزة عن الحصول على العلاج اللازم في الوقت المناسب.

وغالبا ما يكون الأطفال والنساء هم الفئات الأكثر عرضة للخطر بسبب طبيعة تنقلاتهم اليومية وسط الحقول والجبال.

المؤسف أن هذه المخاطر تتضاعف بسبب النقص الحاد في الأمصال المضادة للسموم بمختلف المراكز الصحية والمستوصفات القروية، ما يجعل فرص إنقاذ الضحايا محدودة جدًا.

وفي ظل هذا الوضع، يجد العديد من المواطنين أنفسهم مضطرين إلى التنقل لمسافات طويلة نحو المستشفيات الإقليمية أو الجهوية، بحثًا عن حقنة قد تنقذ حياتهم. ومع شح الأمصال، تتحول هذه الرحلات الاضطرارية في كثير من الأحيان إلى سباق مع الزمن، قد تكون نهايته مأساوية في حال التأخر.

هذا الوضع الصعب يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة من قبل السلطات الصحية والسلطات المحلية، لتأمين الأدوية الضرورية بشكل دائم ومستمر، خصوصًا في المناطق المعروفة بكثافة هذه الظاهرة.

كما دعت عدد من الفعاليات المدنية، مؤخرا إلى فتح قنوات التواصل مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بهدف تحسين سبل التزود بالأمصال، ووضع خطط طوارئ واضحة تضمن التدخل السريع في حالات الإصابة.

كما وجّهت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نعيمة الفتحاوي، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، حول سبل مواجهة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، التي تعرف تزايدًا مقلقًا في عدد من مناطق المغرب، خاصة مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت البرلمانية إلى أن هذا الوضع يفاقم من مخاوف الأسر المغربية، التي باتت تعيش كابوسًا حقيقيًا خشية تعرض أطفالها أو أحد أفرادها لسموم هذه الزواحف القاتلة المنتشرة في البراري، في ظل ظروف مناخية تزيد من نشاطها وانتشارها.

وفي هذا السياق، استشهدت البرلمانية، ببلاغ للشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، سلطت فيه الضوء على ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، مبرزة أن عددًا من المناطق بالمغرب تعاني مع حلول فصل الصيف من انتشار العقارب السامة والزواحف كالثعابين والحشرات الضارة، في وقت يصعب فيه الوصول إلى الرعاية الطبية، ويُسجَّل فيه بطء في التدخل لإنعاش المصابين.

في موازاة ذلك، يرى الخبراء في الشأن الصحي أن رفع مستوى الوعي لدى الساكنة يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية والتعامل مع مثل هذه المخاطر. ويشمل ذلك تنظيم حملات توعية لتعليم السكان كيفية تجنب التعرض للسعات واللدغات، والتصرف السريع في حال الإصابة، إلى جانب تعريفهم بطرق إسعاف المصاب قبل نقله إلى المستشفى.

يبقى أن حرارة الصيف التي بدأت مبكرًا هذا العام تنذر بمزيد من المخاطر الصحية في صفوف سكان القرى والمناطق الجبلية، ما لم تتظافر جهود مختلف الجهات المعنية لتأمين الأمصال والأدوية الضرورية، وتحسين البنيات الصحية وتوسيع نطاق حملات التوعية.

آخر الأخبار