الوداد يشارك في مونديال الأندية بقيمة سوقية أقل من الأهلي والترجي والعين

يترقب جمهور نادي الوداد الرياضي بشغف كبير مشاركة الفريق في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية 2025، التي ستُقام بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيمثل الوداد الكرة المغربية في واحدة من أقوى وأكبر البطولات الكروية على مستوى الأندية العالمية.
ورغم الحماس الجماهيري والاستعدادات المكثفة، فقد سلطت بيانات القيمة السوقية للأندية المشاركة في البطولة الضوء على تحديات غير رياضية يواجهها الفريق، بعد أن كشفت الأرقام عن تراجع ترتيب الوداد مقارنة بعدد من الأندية العربية الأخرى المشاركة.
وبحسب البيانات الرسمية المتداولة، جاء الوداد في المركز الثلاثين من أصل 32 نادياً مشاركاً في البطولة، بقيمة سوقية بلغت 17.31 مليون يورو فقط، ما يضعه في مؤخرة الترتيب، ويجعل الفارق كبيراً بينه وبين أندية أخرى من المنطقة.
فعلى سبيل المثال، تصل القيمة السوقية لنادي الهلال السعودي إلى 154.33 مليون يورو، فيما بلغت قيمة الأهلي المصري 49.65 مليون يورو، والعين الإماراتي 44.54 مليون يورو، في حين تقدّر القيمة السوقية للترجي التونسي بنحو 20.35 مليون يورو.
هذا الفارق الواضح يثير عدداً من التساؤلات حول أسباب تراجع قيمة النادي المغربي، رغم تاريخه العريق وحضوره القاري اللافت في السنوات الأخيرة.
ورغم هذا الترتيب المتأخر، فقد تحركت إدارة نادي الوداد في سوق الانتقالات من أجل تعزيز الصفوف وتحضير فريق أكثر تنافسية قبل انطلاق المونديال.
وشملت التعاقدات الجديدة عدداً من الأسماء البارزة، من ضمنها اللاعب البوركينابي ستيفان عزيز كي، والمخضرم نور الدين أمرابط، بالإضافة إلى المدافع الهولندي بارت مايرز، والمهاجم حمزة الهنوري، إلى جانب اللاعب حمزة الواسطي.
ورغم أهمية هذه الانتدابات من الناحية الفنية، إلا أنها لم تنعكس بشكل كبير على القيمة السوقية الإجمالية للفريق، ما يُبرز التحديات المرتبطة بالتسويق الرياضي وإدارة العلامة التجارية للنادي على المستوى الدولي.
وفي الجانب الرياضي، أوقعت قرعة البطولة نادي الوداد في مجموعة قوية تضم كلاً من مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا وأحد أقوى الأندية في العالم، ويوفنتوس الإيطالي صاحب التاريخ الحافل، إلى جانب العين الإماراتي.
وتُعد هذه المجموعة من بين الأصعب في البطولة، الأمر الذي يضع الفريق أمام اختبار حقيقي يتطلب تركيزاً عالياً وجهوداً مضاعفة من أجل تحقيق نتائج إيجابية وإثبات الذات على الساحة العالمية.
ويأمل أنصار النادي، إلى جانب مكونات الفريق التقنية والإدارية، في أن تكون هذه المشاركة فرصة مواتية لإبراز تطور كرة القدم المغربية، خاصة بعد الإنجازات الأخيرة التي حققتها المنتخبات الوطنية والأندية المغربية في مختلف المنافسات القارية والدولية.
كما يتطلع الجمهور إلى أداء يليق باسم الوداد وتاريخه العريق، ويعكس حجم العمل المبذول داخل أسوار النادي، سواء على مستوى الإعداد الفني أو التنظيمي.
وتُعد كأس العالم للأندية 2025 محطة مفصلية في مسار الفريق، إذ يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة نحو تعزيز الحضور الدولي، شريطة الاستثمار الجيد في الكفاءات التقنية، والتسويق الاحترافي، وبناء رؤية استراتيجية تضع النادي ضمن خارطة الأندية الأكثر تنافسية في العالم.
ومع اقتراب صافرة البداية، تبقى آمال الجماهير معلقة على قدرة الفريق في مقارعة كبار القارة والعالم، وصناعة مجد جديد للكرة المغربية في المحافل الدولية.