انتشار حشرة "السيكادا" يربك الفلاحين.. والبرلمان يدق ناقوس الخطر

الكاتب : انس شريد

14 يونيو 2025 - 09:30
الخط :

يشهد عدد من المناطق الفلاحية بالمملكة، وعلى رأسها جهات من إقليم بني ملال، خلال الأسابيع الأخيرة، انتشارًا مقلقًا لحشرة زيز الحصاد، المعروفة علميًا باسم "السيكادا"، والتي أثارت حالة من الاستنفار وسط الفلاحين والمهنيين بسبب الأضرار المتزايدة التي باتت تلحقها بالمحاصيل الزراعية، لاسيما الحبوب والخضر الموسمية.

ويُخشى أن يؤثر هذا الانتشار سلبًا على مردودية الموسم الفلاحي في ظل التحديات البيئية والمناخية المتفاقمة.

وبحسب ما يتم تداوله من مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الشهادات الميدانية لفلاحين متضررين، فإن هذه الحشرة، التي تتكاثر بشكل جماعي في فترات معينة من السنة، تهاجم المزروعات من خلال امتصاص العصارة النباتية، مما يؤدي إلى ضعف بنية النبات، وتقليص الإنتاج كماً ونوعاً، إضافة إلى ما تسببه من إزعاج حاد نظراً لأصواتها المرتفعة وطبيعتها الهجومية الجماعية.

ويؤكد بعض المهنيين أن دورة حياة هذه الحشرة المعقدة، وسرعة تكاثرها، يجعلان مقاومتها تحديًا بيئياً وتقنياً كبيراً، خصوصًا في غياب تدخلات وقائية سابقة.

ويحذر خبراء زراعيون من أن استمرار صمت السلطات المعنية في التعاطي مع الظاهرة قد يؤدي إلى تداعيات وخيمة، خاصة وأن موجات الحرارة المسجلة مؤخرًا، والتغيرات المناخية المتسارعة، تشكل بيئة مثالية لتكاثر هذه الحشرة وتوسّع مجال انتشارها.

كما أن تراجع تساقطات الأمطار وندرة المياه يساهمان في إضعاف قدرة المزروعات على مقاومة هذه الآفة، ما يزيد من هشاشة القطاع الفلاحي في المناطق المعنية، التي تعتمد في الغالب على الزراعات التقليدية والمعيشية.

وفي ظل هذا الوضع، دخل البرلمان على الخط، بعدما وجهت النائبة مريم وحساة، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالاً كتابيًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، استفسرت فيه عن الإجراءات الاستعجالية التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمواجهة انتشار حشرة زيز الحصاد، والحد من تأثيرها على الفلاحين الصغار والمتوسطين، لا سيما في المناطق ذات الهشاشة الفلاحية والمناخية.

وتساءلت النائبة ذاتها عن مدى وجود خطط للتوعية والتحسيس لفائدة الفلاحين بطرق المكافحة البيولوجية والبيئية لهذه الحشرة، في غياب المبيدات المتخصصة وسهولة نفادها من الأسواق.

كما دعت إلى تخصيص دعم تقني أو مادي للمتضررين من هذه الظاهرة، تفاديًا لتكرار سيناريوهات المواسم الفلاحية السابقة التي شهدت انتكاسات بسبب كوارث طبيعية أو آفات زراعية غير متوقعة.

ويرى عدد من المراقبين أن الظرفية الحالية تستدعي تعبئة متعددة المستويات، تجمع بين تدخل الوزارة ومصالحها الجهوية، ومساهمة الباحثين الزراعيين، وتعاون الفلاحين والهيئات المهنية، للحد من انتشار هذه الحشرة قبل تحولها إلى وباء زراعي يصعب التحكم فيه.

كما يدعو المهنيون إلى تسريع وتيرة الابتكار في المجال الفلاحي، عبر توفير حلول صديقة للبيئة تضمن الحماية المستدامة للمحاصيل دون الإضرار بالمنظومة البيئية المحلية.

وتُعد حشرة السيكادا من الحشرات المعروفة عالميًا، لكنها باتت أكثر ظهورًا في السنوات الأخيرة، في سياق تغيّر التوازنات المناخية والبيئية، ما يطرح أسئلة جدية حول قدرة السياسات الفلاحية الحالية على الاستجابة السريعة والفعالة لمثل هذه التحديات الطارئة.

آخر الأخبار