بنهاشم يتمسك بقيادة الوداد رغم الإصابة.. وقرار مشاركته رهن الفحوصات

وسط أجواء مشحونة بالقلق والحذر، غادر محمد أمين بنهاشم، مدرب نادي الوداد الرياضي، أحد المستشفيات في العاصمة الأميركية واشنطن في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، بعد خضوعه لسلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة، على خلفية الحادث المروري الخطير الذي تعرض له برفقة ثلاثة من أعضاء الطاقم التقني والطبي للنادي، في خضم مشاركته مع الفريق في منافسات كأس العالم للأندية المقامة بالولايات المتحدة الأميركية.
ورغم خروجه من المستشفى، إلا أن المدرب لا يزال تحت المراقبة الطبية المباشرة في مقر إقامة البعثة الودادية، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى جاهزيته الحقيقية للعودة إلى دكة البدلاء، وقيادة الفريق خلال المواجهة المرتقبة أمام العين الإماراتي.
وتعود تفاصيل الحادث إلى مساء الإثنين، حين كان المدرب بنهاشم يستقل سيارة أجرة ذكية رفقة كل من طبيب الفريق عبد الرزاق هفتي، والمساعدين يوسف الدباغ وعلي العماري، قبل أن يتعرضوا لحادث مفاجئ استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً.
وفي الوقت الذي لم يحسم فيه الطاقم الطبي أمر مشاركة المدرب في المباراة المقبلة، أصر محمد أمين بنهاشم على مواصلة عمله ومتابعة استعدادات الفريق من مقر الإقامة، حيث خضع لبرنامج راحة تحت إشراف طبي، لكنه عبر عن رغبته في التواجد إلى جانب لاعبيه في اللقاء الأخير من دور المجموعات، حين يواجه الوداد نادي العين الإماراتي، مساء الخميس المقبل، على ملعب "أودي فيلد" بالعاصمة واشنطن.
ورغم ذلك، تبقى إمكانية جلوسه على دكة البدلاء محل شك كبير، بالنظر إلى توصيات الأطباء وضرورة تفادي أية مضاعفات صحية.
وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي، تولى الثنائي التقني عبد الصمد وراد وإبراهيم النقاش قيادة الحصة التدريبية الأخيرة للفريق، وهو ما يعزز فرضية اعتمادهما رسمياً كمدربين مؤقتين خلال اللقاء الحاسم أمام العين.
وقد أظهر المدربان المساعدان جاهزية واضحة لتولي هذه المهمة، مستندين إلى معرفتهما الدقيقة بخطة العمل والأسلوب المعتمد من طرف بنهاشم، ما يسمح بالحد من تداعيات غيابه المحتمل، خصوصاً أن الفريق يخوض مواجهته الأخيرة في المجموعة السابعة، بعد أن فقد حسابياً كل حظوظه في التأهل إلى الدور القادم، عقب خسارته في الجولتين السابقتين أمام كل من مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي.
وتحمل مباراة الخميس المنتظرة طابعًا خاصًا رغم الطابع الشكلي لنتيجتها، حيث تُعد ديربيًا عربيًا بطابع عالمي، بين فريقين تجمعهما اللغة والتقاليد، وتفرقهما المدارس الكروية والتجارب الدولية.
ويسعى الوداد من خلال هذه المباراة إلى حفظ ماء الوجه، وتحقيق أول انتصار له في هذه النسخة من المونديال، رغم خروجه المبكر من المنافسة.
ويعول الجمهور الودادي على روح الفريق، وحنكة المدربين المساعدين، من أجل استعادة التوازن، وإنهاء المشاركة بأداء مشرف يعكس مكانة الفريق قارياً، ويخفف من وطأة خيبة الإقصاء السريع.
ولا تزال الأنظار متجهة نحو محمد أمين بنهاشم، الذي يُعد من بين أبرز المدربين المغاربة الذين صنعوا لأنفسهم مكانة في المشهد الكروي الوطني، إذ يأمل الجميع في رؤيته واقفاً على الخط الجانبي مساء الخميس، ولو رمزياً، في مشهد يعكس ارتباطه القوي بالنادي، وروحه القتالية، رغم الظروف الصحية الصعبة التي مر منها.
وبين الشكوك الطبية، والرغبة القوية في العودة، تبقى الساعات المقبلة حاسمة لتحديد الموقف النهائي، في انتظار ما ستسفر عنه الفحوصات والمستجدات الطبية، ومدى سماح الأطباء له بالظهور على الملعب أو الاكتفاء بالمراقبة عن بعد.