التراشق بين بنعبد الله ولشكر.. حرب التصريحات تشتعل داخل المعارضة

الكاتب : انس شريد

05 يوليو 2025 - 07:30
الخط :

في تطور جديد على الساحة السياسية المغربية، عاد الصراع بين حزب "الوردة" وحزب "الكتاب" إلى الواجهة، بعدما دخل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، في مواجهة مباشرة مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر.

هذه المواجهة جاءت على خلفية التصريحات التي أطلقها لشكر حول انتقاده لبعض أحزاب المعارضة خاصة ملتمس الرقابة الأخير، وهو ما دفع بنعبد الله إلى الرد بشكل قاسي، معبرًا عن استياءه مما وصفه بتدخلات لشكر في شؤون حزبه.

وقال بنعبد الله في كلمة له خلال لقاء تواصلي لحزب التقدم والاشتراكية مع منتخبيه، إن "حزب التقدم والاشتراكية لا يحتاج إلى دروس من أي كان، خصوصًا من حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يعاني من توتر داخلي وتشتت في صفوف المعارضة".

وأضاف بنعبد الله أنه لم يعد بإمكان حزبه الاستمرار في "الخوض في هذه المياه العكرة"، مؤكدًا أن حزب التقدم والاشتراكية يظل حزبًا مسؤولًا يبني ويُقدّر المصلحة العامة بعيدًا عن التراشق الإعلامي والتكتيكات السياسية الضيقة.

وكان لشكر قبل أيام قليلة قد شن هجومًا حادًا على حزب التقدم والاشتراكية، مشيرًا إلى أنه كان وراء إفشال ملتمس الرقابة الذي كان الاتحاد الاشتراكي قد تقدم به إلى البرلمان.

وأكد لشكر أن التقدم والاشتراكية سعى إلى الإضرار بمبادرة الاتحاد الاشتراكي، معتبرًا أن هذا الحزب كان يعترض على أي خطوة يقوم بها حزبه في سياق محاولات تشكيل جبهة معارضة قوية.

ورغم أن تصريحات لشكر قد أثارت جدلًا واسعًا، إلا أن بنعبد الله لم يتوانَ في الرد قائلًا: "على إدريس لشكر أن يوقر نفسه من الأحسن، وأن يوقر هذا الحزب، وإذا بحث عنا سيجدنا"، في إشارة إلى أن حزبه لا يحتاج إلى محاضرات من زعيم الاتحاد الاشتراكي.

بنعبد الله شدد على أن التقدم والاشتراكية كان دائمًا في طليعة الأحزاب التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف مكونات المعارضة، مُستدركًا بالقول إنه في ظل تشرذم المعارضة المغربية، يجد حزبه نفسه مجبرًا على التفاعل مع الجميع، حتى وإن كانت مواقف بعض الأطراف غير واضحة أو متناقضة.

وأضاف أن هذا التفاعل مع الأطراف الأخرى يتطلب الكثير من الجهد والقدرة على التأثير في الحوارات السياسية الشائكة، ما يجعل مهمة الحزب في غاية الصعوبة.

من جهة أخرى، رد بنعبد الله على الاتهامات التي وجهها لشكر لحزبه حول عدم دعمه لمبادرة ملتمس الرقابة، مؤكدًا أن هناك أطرافًا داخل المعارضة تُفضل فشل المبادرات الوطنية لأهداف غير معلنة.

مشيرًا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية كان دائمًا يضع المصلحة العامة في صدارة أولوياته ويحرص على تجنب الحسابات السياسية الضيقة.

وفي الوقت الذي تظل فيه الساحة السياسية المغربية تشهد صراعًا مستمرًا بين الأحزاب المختلفة، يطرح تساؤل عما إذا كان هذا التراشق الإعلامي بين "الوردة" و"الكتاب" سيؤثر سلبًا على فرص المعارضة في الاتحاد مستقبلاً، خاصة مع الانقسام الواضح في مواقف مختلف الأطراف.

ويبدو أن المواجهة بين حزب "الوردة" وحزب "الكتاب" لن تكون الأخيرة في هذا السياق، فالتوترات السياسية لا تزال في أوجها، والحوار بين الأطراف السياسية في المغرب يواجه تحديات جمة في ظل غياب التنسيق الفعلي بين مختلف مكونات المعارضة، التي يبدو أنها تفتقر إلى رؤية واضحة وموحدة بشأن كيفية التصدي للتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.

آخر الأخبار