تحولت أجواء الاحتفال بليلة عاشوراء في مدينة سلا، وبالأخص في حي سيدي موسى، إلى مشاهد من الفوضى والرعب، بعد أن خرج عدد من المراهقين والقاصرين عن نطاق الطقوس الشعبية المعتادة، وأشعلوا النيران، واستعملوا المفرقعات وقنينات الغاز في أعمال شغب خطيرة، دفعت السلطات إلى التدخل الفوري.
ووثقت عدسات الهواتف المحمولة، التي عجت بها منصات التواصل الاجتماعي، لحظات اشتباك بين القوات العمومية ومجموعة من الشبان والملثمين، الذين أقدموا على رشق عناصر الأمن بالحجارة، ما استدعى تدخلا أمنيا في عدد من الأزقة لتفريقهم ومطاردتهم وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث.
الانفجارات الناتجة عن تفجير قنينات الغاز أثارت ذعرا كبيرا بين السكان، وأحدثت موجة تنديد واسعة، ليس فقط في مدينة سلا، بل في عدد من المناطق الأخرى، التي عرفت مشاهد مماثلة خلال الليلة نفسها، والتي يفترض أن تكون مناسبة للاحتفال الرمزي والفرح الجماعي.
فعاليات ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن سخطهم مما وصفوه بـ"تحريف" الطقوس العاشورائية، وتحويلها من مجرد ألعاب نارية وعجلات مشتعلة إلى أعمال شغب واستعمال مواد شديدة الخطورة قد تؤدي إلى كوارث إنسانية.
وتجددت الأصوات المطالبة بتدخل صارم وعاجل للحد من هذه الانزلاقات، من خلال تنظيم الاحتفالات، وتشديد الرقابة على بيع المفرقعات وقنينات الغاز، مع تعزيز دور الأسرة والمجتمع المدني في التوعية بمخاطر هذه التصرفات.