شركة عالمية تتجه لاستثمار 100 مليون دولار في النقل الكهربائي بالمغرب

الكاتب : انس شريد

06 يوليو 2025 - 08:30
الخط :

في السنوات الأخيرة، أصبح المغرب واحدًا من الوجهات الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية، وذلك بفضل مجموعة من العوامل الاقتصادية والجغرافية التي جعلته ينافس بشكل قوي في سوق الاستثمارات العالمية.

ويسعى المغرب إلى تنويع اقتصاده وتعزيز مكانته على الساحة الدولية، من خلال الانفتاح على قطاعات جديدة وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والنقل المستدام، وهو ما جعل العديد من الشركات الأجنبية الكبرى تتوجه نحو المملكة للاستثمار في مشاريعها.

وأعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مؤخرا؛ عن خطط لدخول السوق المغربية عبر استثمار كبير لشركته "بلو إي في"، المتخصصة في مجال النقل الكهربائي.

وتعتزم الشركة، التي تديرها مجموعة أوراسكوم القابضة، حسب ما تناقلته منصة "الشرق بلومبرغ" الاقتصادية المتخصصة استثمار حوالي 100 مليون دولار في قطاع النقل الكهربائي الخفيف في المغرب، وهو ما يعكس اهتمامًا متزايدًا في السوق المغربية التي شهدت تطورًا في بنيتها التحتية للطاقة المتجددة.

وأكدت تصريحات لرضا بعلبكي، الرئيس التنفيذي لشركة "بلو إي في"، حسب ما تناقلته المنصة أن هذا التوسع يأتي ضمن استراتيجية الشركة لتغطية أسواق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد النجاح الذي حققته في السوق المصرية.

وقد أشار بعلبكي في حديثه إلى أن المغرب يتمتع بموقع استراتيجي في شمال إفريقيا، مما يجعله سوقًا واعدًا للاستثمار في النقل الكهربائي، خصوصًا مع دعم الحكومة المغربية للمشاريع الخضراء والتوجه نحو الطاقة المتجددة.

تقنية الشركة تقوم على تحويل الدراجات النارية التقليدية إلى دراجات كهربائية، من خلال استبدال المحرك التقليدي بمحرك كهربائي، مع توفير شبكة ذكية لتبديل البطاريات. هذه التقنية تعد من الحلول المتقدمة التي تساهم في تقليل التكلفة التشغيلية بنسبة تصل إلى 30٪ مقارنة بالسيارات والدراجات النارية التي تعتمد على الوقود التقليدي.

وبالتالي، فإن هذا التحول نحو النقل الكهربائي يعد خطوة هامة نحو تقليل الانبعاثات الكربونية في المملكة، ويواكب التحولات البيئية والاقتصادية التي يمر بها المغرب.

وتعتبر "بلو إي في" المغرب من بين أفضل الخيارات للاستثمار في هذه التقنية، نظرًا للخطط الحكومية الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، ومن ضمنها إنشاء مصنع لإنتاج بطاريات المركبات الكهربائية.

وكان نجيب ساويرس قد أشار في وقت سابق إلى أن المغرب يعتبر بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع، موضحًا أن اهتمام الحكومة المغربية بتطوير الطاقة الشمسية والرياح يوفر أرضية خصبة لنجاح مثل هذه المشاريع البيئية.

هذه الخطوات تأتي في وقت يشهد فيه المغرب تحولات كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة، حيث يسعى إلى أن يكون مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.

ومن المتوقع أن يعزز مشروع "بلو إي في" مكانة المغرب كمحور رئيسي في النقل الكهربائي في منطقة شمال إفريقيا، مع تزايد الطلب على وسائل النقل المستدامة التي لا تضر بالبيئة.

وتسعى "بلو إي في" إلى توفير حلول مبتكرة تعمل على تسهيل التنقل المستدام، مع توفير تكاليف تشغيل أقل، مما يعزز من جاذبية هذه الحلول للمستهلكين.

ويتمثل التحدي الأكبر في هذا المجال في التأكد من توفير البنية التحتية اللازمة لدعم هذا النوع من النقل.

فالمغرب بحاجة إلى المزيد من محطات شحن السيارات الكهربائية وتوسيع شبكات تبديل البطاريات لتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

في هذا السياق، تعمل الحكومة الحالية على توفير بيئة تشريعية محفزة للاستثمار في هذا المجال، مما يسهم في جذب شركات أخرى تعمل في مجالات مشابهة.

وتعتبر هذه الاستثمارات جزءًا من رؤية أوسع للمغرب نحو التحول إلى اقتصاد مستدام، حيث يتم التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة والنقل الأخضر كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل.

مع هذه المشاريع، يتوقع أن يشهد المغرب خلال السنوات المقبلة تحولًا جذريًا في البنية التحتية للطاقة، ويضع نفسه في مكانة مرموقة ضمن الاقتصاد الأخضر العالمي.

ويُتوقع أن يشهد قطاع النقل الكهربائي في المغرب تطورًا ملحوظًا في السنوات المقبلة، خاصة مع الاهتمام المتزايد من الشركات العالمية والمستثمرين المحليين في هذا المجال.

ولا شك أن المشاريع مثل "بلو إي في" ستساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي، باعتباره نموذجًا يحتذى به في مجال النقل المستدام والطاقة المتجددة.

مع هذه التحولات، يواصل المغرب بناء مستقبل أخضر يشجع على الابتكار والتقدم التكنولوجي، وفي الوقت نفسه، يساهم في تحسين جودة الحياة وحماية البيئة.

آخر الأخبار