أول رد لليهود المغاربة على المخطط الإسرائيلي لإقامة نصب تذكاري للـ"هولوكوست" قرب مراكش

الكاتب : الجريدة24

27 أغسطس 2019 - 01:00
الخط :

هشام رماح

خلف النصب التذكاري الذي يحتفي بـ"المحرقة اليهودية" ومعاناة المثليين منهم خصوصا في الحرب العالمية الثانية، والذي بناه مواطن ألماني يهودي الديانة في جماعة "أيت فاسكا" (على بعد 25 كلم من مراكش) مفاجأة لدى المغاربة بما فيهم المغاربة اليهود، وفق ما أفاد به يهودي مغربي تحدث إلى "الجريدة 24" وطلب عدم كشف هويته.

وقال المتحدث إن اليهود المغاربة تابعوا بكل استغراب، مثل كل المغاربة، ما قام به المواطن الألماني المدعو "Oliver Bienkowski" مؤسس جمعية "PixelHelper"، مشيرا إلى أن الرجل تلاعب بفاعلين جمعويين في جماعة "آيت فاسكا" وقد استغل جهلهم التام بما يعرف بـ"الورقة اليهودية" (La Carte Juive) ليخدم أجندة أجنبية ضد المصالح الوطنية للمملكة عبر نصب تذكاري للمحرقة (Un mémorial de la Shoah).

وأوضح نفس المصدر بأن ما قام به المواطن الألماني المزداد في 1982، ينتصر لمقاربة "اليهود الآشكناز" (Les Juifs Ashkénazes) والتي تحاول اللعب على ورقة الـ"هولوكوست" والاضطهاد الذي عاناه اليهود تحت حكم الرايخ الثالث بقيادة الزعيم النازي "أدولف هتلر" لتبرر المساعي الصهيونية الرامية إلى تبرير إقامة دولة إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية.

ووفق المتحدث مع "الجريدة 24" فإن مقاربة اليهود "الآشكناز" تنافي في المطلق ما يتبناه اليهود المغاربة المحسوبين على الـ"اليهود السفارديم" (Les Juifs séfarades) والذين لطالما أظهروا الوجه المشرق من الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي بوصفه دين تسامح خول لهم العيش بكل كرامة وسط المسلمين كما يشهد على ذلك التاريخ المغربي المفعم بهكذا قيم نبيلة.

ولفت المصدر الاهتمام إلى أن اليهود المغاربة، كما المغاربة قاطبة، لا ينازعون في الـ"هولوكوست" ويشجبون كل الإبادات الجماعية لكن هذه المحرقة تعني اليهود الأوربيين المعروفين بـ"الآشكناز" وليس اليهود المغاربة ونظرائهم ممن عاشوا بين ظهراني العرب والمسلمين المحسوبين على الـ"سفارديم".

وأفاد المصدر اليهودي المغربي بأن اليهود المغاربة يؤمنون بأن هناك أولويات وطنية أهم من الاحتفاء بـ"الهولوكوست" مستنكرا ما قام به المواطن الألماني "Oliver Bienkowski" رئيس جمعية "PixelHelper"، لأنه يخالف توجهات الدولة المغربية، مثمنا في نفس الوقت قيام السلطات المحلية في جماعة "آيت فاسكا"، أمس الاثنين، بهدم النصب التذكاري الذي حفل بألوان الطيف (قوس قزح) من أجل تكريم اليهود المثليين الذين قتلوا في معسكرات النازيين.

وحسب المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، تنعدم حقيقة تاريخية موحدة حول ما جرى لليهود في أوربا، غير أن موقف المغرب يظل رصينا في هذا الشأن، محيلا على الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول "قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز: معاداة السامية نموذجا" التي نظمت في 26 شتنبر 2018 بنيويورك على هامش 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، إذ أكد عاهل المغرب من خلال هذه الرسالة الملكية التي تلاها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، على أن "معاداة السامية هي نقيض حرية التعبير، مادامت تنطوي على إنكار الآخر، وتشكل إقرارا بالإخفاق والقصور وعدم القدرة على التعايش".

كذلك، أحال المتحدث مع "الجريدة 24" على الاستقبال الذي نظمه الأمير مولاي رشيد، يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2017 بالرباط، على شرف "سارة ج. بلومفييد"، المديرة العامة لمتحف ذكرى الـ"هولوكوست" بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعد المتحف الأكبر من نوعه في العالم، بما يؤكد على أن المغرب لا يعادي السامية بقدر ما يروم الاهتمام بأولويات تنتصر إلى التعايش بين الأديان الذي طبع مسار الدولة المغربية على مدى قرون عديدة خلت.

اللافت، أن مصدر "الجريدة 24" قال إن الصهاينة هللوا لما قام به المواطن الألماني "Oliver Bienkowski" رئيس جمعية "PixelHelper" لأنه يخدم مصالحهم، مستدركا بأن الأجدر بالسلطات المغربية أن تحقق مع الفاعلين الجمعويين الذين وضعوا أياديهم في يديه رغم جهلهم بكل تفاصيل "الورقة اليهودية" ليجدوا أنفسهم سذجا انساقوا وراء أموال قد يكون أغراهم بها لتحقيق مآرب صهيونية صرفة.

آخر الأخبار