فاجعة ملعب"تيزريت" ...ثورة الوديان وسوء اختيار المكان

الكاتب : الجريدة24

29 أغسطس 2019 - 09:50
الخط :

أمينة المستاري

وثقت فيديوهات بعض المتفرجين الذين كانوا يتابعون مباراة كرة القدم التي احتضنها الملعب الجديد بدوار تيزيرت بقبيلة اداونضيف بجماعة امي نتيارت، بإقليم تارودانت، لحظات قبل الكارثة، وصورت ثورة الوادي الذي عاد إلى مجراه، ودمر ملعبا وحصد أرواحا بعد أن تدفقت السيول سور الملعب في ثواني، ما دفع باللاعبين وبعض المتتبعين الذين تواجدوا داخل الملعب إلى مغادرته، فيما تأخر البعض الآخر ممن تواجدوا على سطح مستودع الملابس، قبل أن يفاجئوا بالمياه تغمر الملعب المقام في غير محله، بسرعة قوية لتختفي أسواره وأرضيته في لحظات.

علت أصوات النساء والرجال المتواجدين بعين المكان لمتابعة المباراة، وبقي المتتبعون على سطح المستودع عالقون فوقه، يستنجدون، لكن المياه لم تمهلهم فقد انهار المستودع بمن على سطحه.

هرع الناس هنا وهناك على جانب الوادي في محاولة لمجاراة المياه ومراقبة من قد تقذف به على الجانب، لكن ابتلعت السيول القوية ثمانية من الجمهور يتحدرون من دواوير تمجوط، أفرني، أيت إيبورك، دوار تيزيرت...، انتشلت جثث سبعة منهم، فيما تمكن سبعة منهم من التشبث ببعض الأشجار المجاورة للملعب.

صراخ وعويل ملأ المكان، ركض البعض على جانب الوادي الذي تناسى المسؤولون عن  بناء الملعب أن الوادي يعود لمجراه ولو بعد عقود، وتحول الملعب في ساعات إلى " أثر بعد عين" ، بقيت فقط أجزاء من بابه وخراب بمستودع الملابس وذكرى حزينة في قلوب كل من شهد المأساة.

بعض سكان المنطقة تلقوا إنذارا من طرف جيرانهم بباقي الدواوير بقدوم السيول، بعد أن عرفت مجموعة منها بالجبال أمطارا قوية، لكن لم  يكن أحد يتوقع أن  تقع الكارثة بسرعة قصوى، ولم تمهل أغلب من تواجدوا فوق سطح المستودع من مسنين وشباب للهرب، لتخلف نكسة بين ساكنة المنطقة وتخلق مطالب بفتح تحقيق في القضية.

آخر الأخبار