ولد لكرية ألهب الفيسبوك و"المازوط" أحرق جيوب المغاربة

فاس: رضا حمد الله
التهب الفيسبوك وشعبه بحمم الغضب من الرابور ولد لكرية المرتد عن "ثوريته" الظرفية في أغنية "عاش الشعب"، وانشغل الجميع بردته وخلعه جلباب "الثورة" التي تبناها في كلمات بعض أغانيه، وارتدائه "قشابة" المسالمة متحملا برد أفئدة دافعيه إلى "نار" لم يألفها، وهجران مناصريه ومدعيي حبه.
فيهم من سب وشتم وهاجم وبينهم من كفر "قناعاته"، وخرج "ولد لكرية" مدافعا عن نفسه من هجمات يعرف مسبقا أي سلاح له لصدها أمام تجييش عالم فيسبوك بجنود مستعدين لكل شيء، إلا تفهم التحول الذي اختاره لنفسه، وهو الذي لم يكن أبدا ثوريا ولا رضع من ثدي قناعات "بابا" ماركس أو غيره.
ضجة "ولد لكرية" تزامنت مع التهاب محطات الوقود، بنار أسعار فوق طاقة كل المغاربة إلا المحظوظين منهم ممن يمتلكون المال والنفوذ والجاه والقدرة على التعايش مع سمفونية الغضب أيا كان مصدرها او تأثيرها. أما الباقي فلا يهمهم احترقوا بنار "مازوط" فاق سعره العشرة دراهم ثمن أكلة شعبية سريعة.
هل لقن ولد لكرية، الدرس فأحسن قراءة سطوره أو هكذا أريد له، أن "يرتد" ويكشف عن وجه غير الذي رسمه له مناصروه من الذين جعلوا منه "بطلا" و"رجل ثورة" يقتل الفساد بكلماته، بعدما عجز كل السياسيين عن القضاء عليه وعلى عفاريت ودلافين وذئاب مفترسة جيوب مواطنين عزل بلا سلاح.
خرجة هذا الرابور الذي بالكاد يبصم بداية مساره المختلف عن سوابقه المتعددة بنفس عدد أيام شهر فبراير، قبل أن ترفعه "عاش الشعب" إلى أعالي الوهم من الشهرة والثورية، أغنية نجحت دون أن ينجح أحد مؤديها في الحفاظ على قوة كلماتها، بل غطت الخرجة عن قصد أو بدونه، على حصيلة محرقة البنزين.
التهاب أسعار المازوط، عادة ما يختار له توقيت انشغال الناس وعامتهم من المغاربة المهووسين بالعالم الافتراضي الذي جعلوه مفرغا لغضب مقموع أو مجهض تفجيره واقعا. وتأجج لهيبه بدء من أمس المتزامن مع ميلاد سنة وحلم، محسوب عن قصد أو صدفة، كما في مرات سابقة تزامن التهابه مع ضجات أخرى.
المازوط أكيد سيحرق جيوب البسطاء ممن امتلكوا سيارة أو حتى "تريبورتر" أو بارتفاع محتمل في أسعار خضر وفواكه ومواد غذائية لا محيد عنها إلا لمن يختار الجوع بديلا. لكن ضجة ردة ولد لكرية، ستنتهي عاجلا أم آجلا، كما انتهت أو أوشكت على الانتهاء، ضجات دنيا باطما وحساب حمزة مون بيبي.
هي هكذا الدنيا بهذا الوطن العزيز على كل أبنائه، تقوم القيامة لزواج الرابور مسلم من آمال صقر، ويجيش شعب الفيسبوك هواتفه لإطلاق رصاصات الغضب على دنيا وابتسام باطمة، ولا تهدأ الزوبعة، إلا بعد أن تأتي على الأخضر واليابس، لكن يبدو أن إحراق الجيوب، لا يعني حتى المكتوين بذلك.
رفقا بجيوب المغاربة، فهي أصلا مثقوبة لا تستحمل، وكفى من تحين الفرص واستغلالها لإلهاب البنزين وما جاوره. وكفى من تأليه أصنام الثورة، فما هم إلا كراكيز المصلحة، أو بيادق شطرنج ثروة يراكمها متحينو الفرص ممن لا تعنيهم لا "ثورة" ولد لكرية ولا تهور دنيا باطمة ولا حتى زواجا كاثوليكيا لمسلم.