"هذه التفاهة اللي فينا"..لكن أين الجودة التي نتطلع إليها؟

الكاتب : الجريدة24

09 يناير 2020 - 08:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يعيش الكثير من المغاربة تناقضات داخليا أشبه بالانفصال في تعاملهم مع ما ينشر من تفاهات في السوشل ميديا، فهم من التفاهة غاضبون ظاهرا، وعليها مقبلون بنهم.

وينطبق عليهم ما ينطبق على الداعين لمحاربة المنكر ظاهرا ممن يأتونه خفية وخلسة من المجتمع، محاولة الانسلاخ من رذاء يسترون به حقيقتهم التي يخفونه بمظاهر خادعة.

من يتصفح وسائط التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال لا الحصر، يطلع على مواقف رافضة لسيادة التفاهة في كل شيء في خرجات تكرس هذا الواقع بأشكال ووسائل مختلفة إن في فيسبوك أو الأنستغرام أو يوتوب وحتى في مواقع وصحف.

الجميع يقول: لا للتفاهة المجسدة في هذه الصور وما تطالعنا به صفحات وقنوات من صور مختلفة للتفاهة وشخصيات اشتهرت على تفاهتها وبما تقدمه من تفاهات، ليس المجال لسرد أسمائها التي يحفظها الجميع ونبتت من رحم التفاهة وانتعشت بها وبالإقبال بنهم عليها وجبات إلكترونية مسممة للمجتمع.

الإقبال على مثل تلك الشخصيات والتفاهات، هو ما يشجع على تعاظمها وكل الظواهر حتى أصبح اليوتوب معقلا لاستعراض المفاتن والمؤخرات في خرجات اليومي البديئة التي تنافس من كبت مجتمعي مستفحل يتغدى من إقبال منقطع النظير حتى من طرف أولئك الرافضين ظاهرا لنشر وإذاعة وبث التفاهات  أيا كان شكلها ومصدرها وتجلياتها.

في ظل هذا اللغو واللغط، ينطرح سؤال أين الجودة ومن يشجعها؟ وكيف السبيل للقطع مع التفاهة بكل أشكالها الأكثر تشجيعا من طرف الجميع حتى من غير الراضين عليها ممن يشتمون الواقفين وراءها ظاهرا ويأتونها خفية.

الجودة منشودة لكنها للأسف منبوذة والدليل ضعف الإقبال على كل ما هو جديد وجاد، بشكل ترك فجوة لتنامي وتعاظم التفاهة، وفي ذلك دليل على تردي القيم وسيادة بدائل للجدية والهادف من المواضيع التي أصبحت شيئا غير مطلوب على الأقل في وسائط السوشل ميديا المنفتحة على تجليات مختلفة للتفاهة.

هذا الواقع ما كان له أن يكون لولا تردي القيم وترتجع منسوب المنظومة التربوية في مجتمعنا إن بالمدرسة أو الشارع والمدرسة وتملص الجميع من القيام بدوره كاملا، ما فتح المجال لسيادة كائنات تقتات من فراغ أخلاقي وتربوي فسح المجال لفطريات تنتعش وتعيش في غياب وسائل وٱليات تثبيت النبيل من السلوكيات والمبادرات.

آخر الأخبار