الداخلة.. جنة رياضات التزحلق على الماء

الكاتب : الجريدة24

14 فبراير 2020 - 08:00
الخط :

تعد مدينة الداخلة، المطلة بفخر على بحيرة وادي الذهب، بخليجها الشهير وشواطئها الرملية البيضاء المترامية على مد البصر ورياحها القوية، جنة لمحبي الرياضات المائية، حيث يتوافد عليها الممارسون لرياضتي "الويند سورف" و"الكيت سورف" لرفع أشرعتهم والاستمتاع بمغامرة استثنائية بين الأمواج والكثبان الرملية، وحيث يتم تنظيم العديد من التظاهرات الرياضية التي تجذب أبطالا كبارا في رياضات التزحلق على الماء.

إنها لقاء متناغم بين الرياح القوية والأمواج البلورية والرمال الذهبية والكثبان الرملية البيضاء. فكر مليا، أنت لست في أستراليا ولا على شاطئ برازيلي، ولكن في الداخلة، لؤلؤة الجنوب المغربي.

هذه المدينة الساحرة هي "الإلدورادو" الجديد لمحبي الرياضات المائية، بفضل مناخها الملائم للممارسة الرياضية والانطلاق في مغامرة لا تنسى.

ويعد هذا الجزء الصغير من الجنة، الذي يجمع بين الصحراء والبحر ويوفر مناظر طبيعية خلابة، أحد أفضل الوجهات السياحية في العالم. فشبه جزيرة الداخلة تسحر الزائر ببحيرتها وشواطئها الممتدة ومناخها المعتدل، كما أن الرياح والأمواج والشمس تشجع على ممارسة رياضتي "الويند سورف" و"الكيت سورف" على مدار السنة.

وعلى امتداد هذه الشواطئ والبحيرة ذات المياه الدافئة والفيروزية، يتوافد ممارسو الكايت سورف بألواحهم الطائرة من جميع أنحاء العالم لركوب الأمواج والاستمتاع بلحظات رائعة من الاسترخاء والأحاسيس القوية. ما الذي يمكن أن يكون أفضل من شبه جزيرة تمتد على بعد 40 كلم في المحيط الأطلسي للقيام ب "رحلات الكايت سورف"؟ لقد أضحت الداخلة اليوم وجهة سياحية لمحبي ومحترفي الرياضات المائية. أولئك الذين أتيحت لهم الفرصة لممارسة رياضة الكايت سورف في "لؤلؤة الجنوب" لا يمكنهم مقاومة الرغبة في العودة لتكرار التجربة.

يقول ابراهيم، وهو ممارس للكايت سورف وقع في حب الداخلة، في تصريح لمجلة (باب)، إن المدينة اكتسبت، بمرور الوقت، شهرة دولية باعتبارها "جنة لرياضات التزحلق على الماء" وشهدت أمواجها في مناسبات عديدة أبطالا عالميين في رياضتي "الويند سورف" و"الكيت سورف" بقدرتهم على القيام بقفزات مذهلة ترتفع بهم إلى عدة أمتار في الجو، مضيفا "إذا كان المزيد من الأبطال العالميين في رياضة الكايت سورف يضعون مدينة الداخلة نصب أعينهم، فإن ذلك يرجع أساسا إلى مناخها المعتدل على مدار السنة، والذي يتلائم بشكل جيد مع ممارسة الرياضات المائية".

الداخلة.. "إلدورادو" رياضتي الكيت سورف والويند سورف

يتوافد محبو الرياضات المائية، من كل الأعمار والجنسيات، إلى هذا الموقع الخلاب لممارسة التزحلق على الماء في جو من الاستجمام والمنافسة في الأداء والحركات البهلوانية خلال العروض التي يتم تقديمها، وذلك في جو احتفالي وممتع.

وفي خضم هذه الأجواء الساحرة، تحولت الداخلة في غضون سنوات قليلة من بلدة صغيرة إلى قطب يجذب المصطافين الباحثين عن الانتعاش والهدوء، وكذا الرياضيين الراغبين في الاستفادة من رياحها وأمواجها من أجل تعزيز قدراتهم.

وقالت البريطانية، كيرستي جونس، الفائزة بمسابقة "ستريبليس" ضمن منافسات الدورة العاشرة لبطولة العالم 2019 للتزحلق على الألواح الطائرة الأمير مولاي الحسن (من 04 إلى 13 أكتوبر المنصرم بالداخلة)، "إن الداخلة هي عبارة عن شبه جزيرة، وبالتالي فإن المياه مسطحة تماما على كلا الجانبين وهي موقع جيد جدا. لهذا السبب اخترت أن أعيش هنا".

ووفقا لهذه البطلة، التي أحرزت العديد من الألقاب العالمية، فإن الداخلة تعد من بين أفضل المواقع العالمية لممارسة رياضة "الكايت سورف"، بالنظر إلى الظروف المناخية المثالية والمواتية لممارسة هذه الرياضة، مضيفة "في كل سنة تكون الرياح مواتية، والأمواج دائما في الموعد".

واليوم، تعتبر رياضات التزحلق على الماء المحرك الرئيسي للسياحة في المدينة. وعلى مدار السنة، تجذب التظاهرات الرياضية عددا كبيرا من السياح، المغاربة والأجانب.

فضاء كبير للتنافس بفضل رياح استثنائية

في شهر غشت الماضي، احتضنت المدينة منافسات الدورة الخامسة لتظاهرة "الداخلة داون وايند تشالنج" للألواح الشراعية الطائرة "الكايت سورف"، وهي حدث رياضي غير مسبوق نظمته "الجمعية المغربية للكيت سورف"، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للشراع.

وحسب المنظمين، فإن هذا الحدث الرياضي الدولي ليس مجرد سباق للسرعة، بل هو سفر يختبر خلاله المشاركون قدرتهم على التحمل من خلال الوصول إلى الوجهة المحددة عبر التحليق فقط على طول شواطئ عذراء، بتوجيه من مؤطرين محترفين في هذه الرياضة.

كما يعد مناسبة سانحة للمشاركين لخوض غمار هذه المغامرة على امتداد 500 كيلومتر من السواحل الممتدة بين الداخلة والكويرة، من أجل اكتشاف المناظر الطبيعية والكثبان الرملية والشواطئ الخلابة التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وخلال شهر شتنبر المنصرم، شارك حوالي 300 من رجال الأعمال و40 من ممثلي المقاولات الناشئة من جميع أنحاء أوروبا في أشغال القمة الأوروبية الثانية "بي 2 بي كايت" لأنشطة الأعمال والكايت سورف، من أجل إرساء عدد من الشراكات واكتشاف أسواق جديدة ومستثمرين محتملين.

وتميزت النسخة الثانية من هذه التظاهرة الرياضية الأوروبية ذات البعد الاقتصادي، المنعقدة على مدى ثلاثة أيام، بتنظيم حوالي 2000 جلسة ولقاء وورشة عمل تجمع بين مختلف المهتمين والفاعلين في مجال ريادة الأعمال ورياضة "الكايت سورف".

وتطمح قمة "بي 2 بي كايت"، التي تجمع العديد من الأندية الأوروبية لرجال الأعمال في رياضة الكايت سورف مثل "كايت إند كونيكت" بفرنسا وبلجيكا و"إف كي سي" في ألمانيا وشبكاتهم الخاصة التي تضم أزيد من ألف من رجال الأعمال، إلى أن تصبح القمة الأوروبية الأولى لأنشطة الأعمال في هذا الصنف الرياضي.

بطولة العالم في الكايت سورف تطفئ شمعتها العاشرة

وخلال الفترة ما بين 04 و13 أكتوبر الماضي، احتضنت لؤلؤة الجنوب منافسات الدورة العاشرة لبطولة العالم 2019 للتزحلق على الألواح الطائرة الأمير مولاي الحسن، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أضحت موعدا لامحيد عنه بالنسبة لمحترفي رياضات التزحلق من جميع أنحاء العالم.

وقالت رئيسة جمعية لاغون الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي، ليلى أوعشي، إنه في غضون 10 سنوات، شارك أزيد من 500 مختص دولي في هذا النوع من الرياضات من جميع أنحاء العالم لاكتشاف المواقع الرائعة والمعدة لممارسة "الكايت سورف"، في البحر أو في المياه المسطحة أو على الأمواج، مؤكدة أن هؤلاء الرياضيين أصبحوا سفراء حقيقيين للداخلة في العديد من البلدان بالخارج.

وبالنسبة للسيدة أوعشي، فإن هذا الحدث الرياضي الكبير يساهم في إشعاع مدينة الداخلة كوجهة رياضية عالمية للرياضات المائية، لاسيما "الكيت سورف" و"الويند سورف"، مضيفة أن الظروف المناخية المواتية مكنت مختلف المتسابقين المختلفين من استعراض مواهبهم في جو من التقاسم والروح الرياضية.

ومن جانبه، قال البلجيكي كريستوف تاك، بطل العالم في 2014 بالصين، في فئة التزحلق الحر "فري ستايل"، إن الداخلة هي "مكان رائع" لممارسة رياضة الكايت سورف، مشيرا إلى أن المدينة توفر ظروفا مناخية "مثالية وملائمة" لممارسة هذه الرياضة.

وبعد خمسة أيام من التنافس القوي في مسابقة "ستريبليس"، التي استضافها شاطئ فم البوير، بمشاركة 45 متسابق من جنسيات مختلفة، تم تتويج إيرتون كوزولينو من الرأس الأخضر وكارلا هيرير من إسبانيا بطلين للعالم في هذه المسابقة. فبعد عروض غنية بالألوان، جمعت بين الأداء والتنافسية، تمكن البطلان من جمع نقاط مكنتهما من بلوغ قمة الترتيب خلال مرحلة الداخلة.

استعراض مذهل

كما فاز المتسابق ميتو مونتيرو من الرأس الأخضر، وكيرستي جونس من بريطانيا، على التوالي، بجائزة فئتي الرجال والسيدات الخاصة بهذه المسابقة.

وفي مسابقة "الفري ستايل"،  التي جرت في النقطة الكيلومترية 25 بخليج الداخلة (من رابع إلى ثامن أكتوبر الجاري)، تمكن الكولومبي فالنتين رودريغيز والبرازيلية ميكايلي صول من الفوز في هذه المسابقة.

وبالإضافة إلى المشاركين المغاربة، شارك في هذا الحدث، الذي أضحى موعدا أساسيا لعشاق رياضة التزحلق في سائر أنحاء العالم، متسابقون متمرسون من عدة بلدان، من بينها فرنسا وجمهورية الدومينيكان والدنمارك وهولندا وألمانيا وكولومبيا.

وبتوفرها على العديد من نقاط القوة والسحر، من الصعب العثور على مكان أفضل للاستمتاع بممارسة رياضة الألواح الطائرة. وليس من قبيل الصدفة أن أصبحت هذه البحيرة الواقعة بين الصحراء والمحيط الأطلسي، على بعد 1500 كيلومتر جنوب الدار البيضاء، في غضون بضع سنوات المكان المفضل لمحبي الرياح.

 

آخر الأخبار