بحضور ممثلي الديانات الثلاث...ترحم على الشهداء وتكريم مهندسين أعادوا الروح لمدينة منكوبة

الكاتب : شيماء الساعيد

01 مارس 2020 - 03:00
الخط :

أمينة المستاري

 

ليلة روحية موسيقية عاشتها ساكنة أكادير ليلة أمس السبت، على أنغام الجوق الفيلارموني المغربي، وحفل آخر لإطلاق الفوانيس الطائرة، في إطار برنامج مكثف للاحتفال بذكرى 60سنة لإعادة إعمار مدينة عاشت نكبة ظلت راسخة في ذكرى الساكنة، وتمكنت رغم ذلك من "الانبعاث" من جديد، لتتحول إلى مدينة للتسامح رغم الاختلاف، ووجهة سياحية تستقطب بفعل مؤهلاتها الزوار.

صبيحة أمس بمقبرة إحشاش، وفي جو مشحون بالأحاسيس، وقف وفد مهم من المسؤولين يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الوالي أحمد حجي ورئيس جهة سوس ماسة ابراهيم حافيدي، و رئيس الجماعة الحضرية صالح المالوكي...إلى جانب ممثلين عن باقي الجنسيات "المسيحية واليهودية"، وقفة ترحم على أرواح الآلاف من ساكنة أكادير، بعد 60 سنة من وقوع أعنف زلزال حول ليلة رمضانية إلى ذكرى لا تنسى، تحولت بسببها منازل وبنايات في 15 ثانية "أثر بعد عين"، واستنفرت كل الأجهزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الأنقاض، بعد أن تحولت الأحياء إلى مقابر جماعية.

أكادير لملمت جراحها بعد الزلزال، ونهضت من جديد بعد أن قال فيها الملك الراحل محمد الخامس: " لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بناءها موكول إلى إرادتنا وإيماننا"، قولة بقيت خالدة وكتبت على جدار إسمنتي ببلدية أكادير، لتظل ذكرى على عزيمة قوية غيرت مستقبل مدينة منكوبة، بعد تخصيص مندوبية سامية لإعادة بناء أكادير، أوكل لها مهمة إعادة الإعمار، وتكفل مهندسون معماريون بالمهمة "الصعبة"، لتتحول المدينة في وقت إلى نموذج متميز، ظلت شاهدة على حقبة لن تنسى وجلبت السياح والزوار للوقوف على هذا المعمار.

جان فرانسوا زيفاكو، إيلي آزاجوري، وكلود فيردوجو، هنري تاستامين، لويس ريو، باريس دي مازييرز، عبدالسلام فاراوي، جان شالي، آمزالاج، فروليش...ومنسقهم مراد بنمبار..مهندسون ومصممون لم يفت المسؤولين المكلفين بإعداد برنامج 60 سنة من إعادة الإعمار، من تخصيص حفل اعتراف بأعمالهم المعمارية المتميزة من قبيل مكتب البريد الرئيسي، مقر مجلس المدينة، المبنى A ، جدار الذكرى، السوق المركزي، محكمة الاستئناف ، مقر الإذاعة والتلفزيون المغربية RTM/ الجهوية ، المجموعة الإدارية، ف برج الوقاية المدنية، سوق الجملة (معهد الموسيقى اليوم) ، اعدادية سوس العالمة، مستشفى الحسن الثاني ...

مهندسون هم أساسًا مغاربة، سواء بالولادة أو بالعاطفة للعيش والتشبع بالثقافة المحلية، كلفوا بإنتاج المباني التي تأثرت، بشكل أساسي بحركة الحداثة لما بعد الحرب العالمية الثانية، لا سيما على المستوى الجمالي، والاتجاه  من البروتاليزم...

كلمات افتتاحية ألقاها المسؤولون، قبل القيام بزيارة ميدانية لبعض البنايات التي تم تشييدها خلال المرحلة الأولى لعملية إعادة إعمار المدينة كالمقر الرئيسي لبريد المغرب و الكتابة الحائطية المخلدة  للقولة الشهيرة للمغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه :"  لئن حكمت الاقدار بخراب اكادير فان بنائها موكول الى ارادتنا و ايماننا"، ثم العمارة "أ"، وتمت إزاحة الستار عن مجموعة من اللوحات التي تحمل هوية مجموعة من المهندسين المعماريين  و الأطر الإدارية التي أشرفت ميدانيا على عملية إعادة الإعمار .

آخر الأخبار