يربط البعض الحديث عن استقالة عزيز أخنوش من رئاسة الأحرار بما سبقه من حديث في الماضي عن استقالة الياس العماري وشباط ومصطفى باكوري، إذ يرى هذا المنحى التحليلي أنه في كل مرة يراد فيها "التخلص" من زعيم سياسي معين تسبق ذلك حملة إعلامية شرسة.
الذي يتبنى هذه الأطروحة يرى أن مجيء عبد اللطيف وهبي بالطريقة التي شاهدها الرأي العام، وقيادته للتراكتور يعطي إشارات بأن الأخير سيواصل الدور الذي بدأه أخنوش وأن الأخير قد انتهت "مدة صلاحيته".
كما يرى الاتجاه ذاته أن منطق نتائج الانتخابات التي بوأت حزبا لم يتجاوز خمسين مقعدا موقعا في الحكومة، فيما أرسلت الحزب الثاني في الانتخابات التشريعية للمعارضة لم يعد مقبولا.
هذا الاتجاه فنده الباحث في العلوم السياسي ميلود بلقاضي، إذ اعتبر أي مقارنة بين سيناريو استقالة العماري و"إشاعة" استقالة أخنوش محاولة غير رصينة وغير موضوعية للتحليل.
وقال المتحدث في اتصال مع الجريدة24 إن أخنوش لا يمكن أن يستقيل في هذه الفترة، وإن كان سيقوم بذلك فلن يكون قبل الإنتخابات المقبلة.
ولم يستبعد بلقاضي أن يكون التجمع وراء نشر خبر استقالة أخنوش ليتضح بذلك لرئيس التجمعيين "الوفي من المنافق" وا"لعدو من الصديق"، أو لوضع مالك إفريقيا غاز تحت الضغط والاختبار ومعرفة كيف سيتعامل مع موقف كهذا، وذلك لتهيئته من أجل مواجهةالضربات السياسية في حال ترأسه حكومة 2021 التي يراهن عليها.
وقال الباحث أن أخنوش خلق توازنا ضمن فراغ تركه البام، وحرك مياه راكدة بحزبه، إلا أن خطأه القاتل يكمن في تواصله بشكل مفرط، "trop de communication tue la communication".
واستبعد بلقاضي رحيل أخنوش في الوقت الراهن، بسبب الدور الذي يلعبه كرجل أعمال سياسي، موضحا أنه الوحيد الذي يتقن لغة رجال الأعمال، وله علاقات قوية على المستوى الدولي تدعم قضية الصحراء المغربية، كما أن دوره ودور حزبه داخل الاتحاد الأوروبي ليس هينا.