أيها المغاربة.." اللهطة" هي الوباء وليست كورونا

فاس: رضا حمد الله
من شدة خوف البعض من جائحة فيروس كورونا المرعب، انتابتهم "لهطة" غير مسبوقة يختصره التهافت والإقبال الكبير على الأسواق الكبرى والمحلات التجارية للتبضع بما قد تحتاجه الأسر في لاحق الشهور من شدة الخوف.
من يعاين الصور المنشورة في صفحات التواصل الاجتماعي، من هذا الإقبال غير المقبول، سيصدم كما صدمته في المعاينة الميدانية لتلك المحلات المفرغة كليا أو جزئيا، من بضائعها وسلعها، وكأن عام الجوع عاد إلينا بعد عقود مرت.
"المغاربة عاقلين على عام الجوع، واخا الكثير منهم ما عاشوهش" يعلق مدون على هذه "اللهطة" التي أصابتهم وزادت خاصة بعد إعلان تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة تحسبا لأي طارئ.
رغم التطمينات الرسمية بوجود مخزون كاف لشهور لاحقة من المواد الغذائية، فإن خوف المغاربة أو بعضهم، تولد سريعا وكأننا على أبواب نفاذ وشيك، وبأنانية مفرطة تجسد حقيقة القول ب"أنا ومن بعدي الطوفان".
قد يكون البعض خاف مما قد يقع لاحقا، فانتابته لهطة غير مسبوقة، ضاربا الحساب لبطنه وأمعائه دون كامل جسده والمصلحة العامة والعليا للوطن، طالما أن التفكير في الذات فقط وفي الأسرة في أحسن حال، بدل الوطن.
نحتاج جرعات من القناعة تكفينا وتحصننا من مثل هذه السلوكيات، موازاة من حاجتنا لجرعات من الوطنية نتعامل فيها مع الجائحة بروح وطنية بعيدا عن الأنانية