التعليم عن بعد..أمزازي "خاصم" الأساتذة والتلاميذ وعمق أزمة التعليم

لا شك أن التعليم عن بعد من المظاهر الراقية التي تدل على تطور المجتمعات والدول وجودة النظام التربوي بها. وهو امر يحتاج لمسار طويل من مراكمة التجارب من أجل إنجاحه.
التجربة التي خاضتها الأطر التربوية والتلاميذ منذ انطللق الحجر الصحي بالمفرب أفرزت عدة إشكاليات طرحها الطرفان ومعهم أولياء التلاميذ.
الجريدة24 تحدثت إلى عدد من الأساتذة من جهة فأجمعوا أن هذا النموذج التعليمي يحتاج إلى توفر الامكانيات المادية واللوجيستيكية والتكوين المستمر، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وهو الأمر الذي لم تواكبه وزارة التربية الوطنية قبل جائحة كورونا.
وقال أحد الفاعلين التربويين في اتصال مع الجريدة24 "لا يمكن الا أن نحكم بالفشل على التجربة المغربية في التعليم عن بعد لعدة أسباب منها، عدم الاستعداد المسبق لمثل هذه التجربة، غياب التكوين المستمر للاساتذة في هذا المجال، غياب الوسائل اللوجيستيكية والمادية سواء لدى الاساتذة أو التلاميذ، ثم الارتجالية الواضحة في تنزيل هذا القرار".
وفيما يبذل أساتذة مجهودات شخصية وبوسائلهم وإمكانياتهم الخاصة في غياب تام لمذكرات او برامج تنظيمية واضحة إذ من بينهم من يشتغل مع التلامبذ على الواتساب ومنهم من يشتغل على الفايسلوك او اليوتوب، يشتكي آباء من ضعف المنتوج الذي يقدمه بعض الأساتذة للتلاميذ وكذلك من الوسائل التي يتم تقديم الدروس عن طريقها.
في هذا السياق استمعت الجريدة24 لشهادات آباء، إذ يقول أحدهم مخاطبا أستاذ ابنته "عافاك ماةتبقاوش تصيفطةلها الدروس فالواتساب، را ما عنديش باش نعبأ فكل مرة" فيما عبر آخرون عن تذمرهم من "نسخ لصق" الدروس من الأنترنت وإرسالها دون شرح دقيق وبداغوجي.
والخلاصة أن أمزازي "خاصم الأطر التربوية مع الأولياء" وعمق أزمة التعليم في المغرب، وتجاهل أن التعليم عن بعد قرار يحتاج لاستعداد مسبق وبرامج تكوينية وبيداغوجية واضحة.