أمزازي استغل الحجر الصحي ليروج لتعليم عن بعد غير صالح للاستعمال

هشام رماح
كل يغني على ليلاه من أعضاء هيئات التدريس إزاء التعليم عن بعد، الذي فرضه الجر الصحي لمجابهة جائحة "كورونا"، أما وزارة التربية الوطنية فهي غير عابئة البتة بالآفة التي ألمت بأولياء تلاميذ التعليم العمومي والخصوصي بعدما ألغت العطلة الموسمية، لينكشف أن هذا القرار متسرع اتخذ على حين غرة في غياب أي تقييم لنجاعة التدريس عن بعد، خلال نحو أسبوعين قبل العطلة، وعدم تمكن أغلب أطر التدريس من مقومات التلقين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
وفيما استبشر أولياء التلاميذ بالعطلة الموسمية متوسمين فيها تنفس فلذات أكبادهم الصعداء، أضحوا يتخبطون في مشاكل يومية مع الأبناء الذين يكابدون الأمرين، فهم من جهة حبيسو المنازل بسبب الحجر الصحي ومن جهة أخرى "ضحايا" القرارات الارتجالية التي فرضتها الوزارة الوصية رغم الضعف البين لدى هيئة التدريس التي تتخبط في العشوائية من خلال تطبيق "واتساب" الذي أصبح يحبل بتسجيلات صوتية للتواصل مع التلاميذ وخاصة "أمهاتهم" يتندر عليها المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفيد شهادات أولياء التلاميذ بفشل العديد من الطرائق المختلفة والغير موحدة، التي تتبعها هيئات التدريس في عدد من المؤسسات التعليمة الخصوصية، مثل خلق مجموعات عبر "واتساب" يتم التواصل من خلالها مع التلاميذ بَيدَ أن هذه المجموعات أصبحت مرتعا لمحادثات وثرثرة نسائية بين عدد من أمهات التلاميذ مع بعض المعلمات، فيما يكتفي أعضاء آخرون في هيئة التدريس على نسخ روابط تعليمية من "يوتيوب" ولصقها في المجموعات في اعتقاد منهم أنهم أخلوا ذمتهم تجاه التلاميذ المحجورين قسرا.
وخلق اعتماد أغلب أعضاء هيئة التدريس على إرسال مطبوعات للتلاميذ على "واتساب" متاعب جمة لأولياء التلاميذ وكلفهم ماليا بعدما اضطر أغلبهم إلى اقتناء طابعات منزلية من أجل نسخ المطبوعات التي يتم إرسالها مصورة بشكل رديء جدا، ليضيع الجهد سدى في الطبع والنقل دون الاستفادة من ساعات اليوم في التلقين والتعلم.
اللافت، أن أرباب المؤسسات التعليمية الخصوصية الذين لم يبادر أغلبهم إلى تشكيل منصات رقمية خاصة كبدائل للفصول الدراسية، لم يغفلوا مطالبة أولياء التلاميذ بأداء واجباتهم الشهرية وقد توصل العديد من الأولياء بإشعارات في هذا الشأن.. إنها صنوف مما يذوقه أولياء التلاميذ وقد تكون أسمعت لو ناديت حيا.. لكن لا حياة لمن تنادي!!!