محلل نفسي يحذر من تقليد فرنسا وإلغاء امتحان الباكالوريا بالمغرب

الكاتب : الجريدة24

19 أبريل 2020 - 11:30
الخط :

قال جواد مبروكي، طبيب ومحلل نفسي إن البكالوریا لیست مجرد امتحان وطني یمنح الوصول إلى الجامعات فقط، ولكنھ أكثر رمزیة، فھو یشیر إلى الطقوس الاجتماعیة للانتقال من المراھقة إلى مرحلة البلوغ والبكالوریا ھي رحلة حج لإغلاق حقبة من الماضي.

وفضل المتحدث إرجاء الامتحانات إلى سبتمبر أو أكتوبر أو حتى أخذ قرار سنة بیضاء لتجنب ولادة جیل محبط ومصدوم إلى الأبد معتبرا أن إلغاء الحكومة الفرنسیة لھذا الامتحان أو بالأحرى طقوس المرور إلى مرحلة أخرى، خطئ فادح وكان من الأفضل أن تؤجل.
وزاد مبروكي إن التلمیذ منذ قبولھ في المدرسة، یبدأ في الاستعداد لاجتیاز البكالوریا لكي یحصل على شھادتھا ویثبت قدراتھ من خلال الاختبارات التي يجتازها منذ طفولتھ ويتشبع ویمتص جمیع القصص الممكنة والأسطوریة لاجتیاز البكالوریا التي تحكى عبر والدیھ وإخوتھ وأخواتھ وأبناء عمومتھ وأعمامھ وأساتذتھ. كما یشاھد الطفل أفلام ومسلسلات تلفزیونیة، مضحكة أو درامیة، والتي تسلط الضوء على ظاھرة وأسطورة اجتیاز البكالوریا. وبدخولھ إلى المدرسة، یركب التلمیذ القطار التكویني ولا یمكنھ تركھ إلا إذا اجتاز امتحانات البكالوریا
و"القفز في محطة الكبار"! ھذه القفزة التي تم تحضیره لھا طوال رحلتھ من قبل معلمیھ ووالدیھ.

وفي آخر كل عام دراسي یُذھل التلمیذ بوسائل الإعلام التي تولي أھمیة كبیرة للباكالوریا فیما یتعلق بظروف الامتحانات وعدد المرشحین وزیارة المسؤولین الحكومیین في قاعات الامتحانات.

وما یلفت الانتباه أكثر ھو أن وسائل الإعلام لا تعلن إلا عن نتائج البكالوریا ولیس نتائج الكلیة أو المدرسة الثانویة أو حتى الدكتوراه. وبالنسبة للطفل أن في نظر المجتمع تبقى البكالوریا أكثر أھمیة.
وخلال كل ھذه السنوات الدراسیة الاثنتي عشرة یواصل التلمیذ تصور نفسھ في قاعة امتحان البكالوریا وأمام النتائج المنشورة في مؤسستھ وفرحة النجاح.
إن البكالوریا جزء من تاریخ التلمیذ وأسرتھ ومستقبلھ وأولاده فیما بعد،  ومن دونها سوف یُحبط بعنف على مدى الحیاة جیل "بكالوریا شعبة كوفید-".

آخر الأخبار