خلفيات التحولات السياسية الأخيرة بالجزائر

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

12 مارس 2019 - 03:00
الخط :

قال محمد شقير، الباحث السياسي، إن “ما تعيشه الجارة الشرقية الجزائر، مؤخرا من تحولات يعد أزمة نظام حكم، ما يعني ان هذه الدولة تعيش انسدادا سياسيا لا تسمح بالتداول السلس حول السلطة، والذي تكرس اساسا مع بوتفليقة”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن مختلف التحولات والقرارات السياسية المتخذة يؤكد أنه لم يقع توافق داخل النظام حول من يحل محل بوتفليقة، وهو ما يفسر استمرار النظام في خرق الدستور والتمديد لبوتفليقة في كل مرة، رغم حالته الصحية التي لا تسمح له بممارسة أي صلاحيات.

وتابع محمد شقير ان “هذه الازمة السياسية التي تعيشها الجارة الشرقية، تزامنت مع ازمة اخرى اقتصادية واجتماعية، تجلت على مستوى طبيعة الاسعار، ما ادى لانعكاسات سيئة على المستوى المعيشي للجزائريين، الامر الذي عمق من الازمة”.

وشدد المتحدث ذاته على أن مربع الحكم بالجزائر “ارتكب خطأ بترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، مما شكّل استفزازا للشعب الجزائري وولد إحساسا للمواطن بنوع من الحكرة السياسية والاستخفاف به”.

ولفت الباحث  والمحلل السياسي إلى أنه حتى داخل النظام السياسي القادم بالجزائر، حصل تحول جوهري، تجلى في كون عدد من الفاعلين تراجعوا عن دعم النظام السياسي، من قبيل القضاة الذين شاركوا في الحراك الشعبي، والمحامين الذين نزلوا للشارع هم كذلك، يقول شقير، مضيفا أنه “حتى داخل الطبقة السياسية وجد من رجال الاعمال من عبروا عن راي معارض للعهدة الخامسة، بل حتى داخل جبهة التحرير، التي عبر فاعلون فيها أنهم يختلفون مع قرار  العهدة الخامسة، وطالبوا بوتفليقة بالتخلي عنها، حسب المصدر ذاته.

ونبه محمد شقير إلى أنه حتى الضغوط الدولية كان لها نصيب في حصول التحولات السياسية الاخيرة، من قبيل الخارجية الامريكية التي لفتت الى ضرورة احترام الراي الشعبي الجزائري، وحذرت النظام السياسي من اللجوء للعنف، ثم المفوضية الاوربية وفرنسا وغيرها من الفاعلين الدوليين.

وأشار الى انه هذه العوامل مجتمعة  وغيرها ادت إلى ارجاع بوتفليقة من جنيف الذي كان في رحلة علاج، واظهاره البارحة الاثنين، في استقباله لعدد من المسؤولين.

واعتبر شقير أن الخرجات الاعلامية لبوتفليقة ليوم امس، يبين ان نظام الحكم في الجزائر حاول آن يتراجع خطوة إلى الوراء من أجل امتصاص الغضب الشعبي، ومحاولة ربح بعض الوقت، مضيفا ان مختلف القرارت الاخيرة الصادرة عن الرئاسة الجزائرية تعد مناورة سياسية في انتظار البحث عن شخصية أخرى من. أجل الخطام ذاته لتعوض بوتفليقة، يقول الباحث محمد شقير.

 

آخر الأخبار