أكادير: حقيقة نفوق بعض الحيوانات بحديقة وادي الطيور

أمينة المستاري

أثارت قضية نفوق بعض الحيوانات المتواجدة بحديقة وادي الطيور بأكادير، يوم الخميس 18 يونيو الجاري، نقاشا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن سجلت الواقعة استنكارا بعض متتبعي الشأن المحلي...واعتقد الكثيرون أن سبب النفوق هو قلة الأكل وغياب العناية بالحيوانات.

ولمحاولة الوصول لحقيقة ما حصل بالحديقة، أفادت مصادر للجريدة24 أن الواقع لا يمت بصلة لمسألة التغذية أو غياب العناية، كما لا يتعلق بمرض، فقد أفاد محافظ حديقة وادي الطيور، د. الحسين أيت صالح، أن هلاكها قد يكون بسبب فعل طائش من أحد مربي الكلاب المفترسة أو ربما الكلاب الضالة التي تعيش غير بعيد عن الحديقة، بعد اكتشاف عضات واضحة على الحيوانات، وأكد أن شكاية في الموضوع قد وضعت للجهات الأمنية من أجل فتح بحث في الموضوع.

الحسين آيت صالح، أشار أن المجلس الإقليمي لعمالة أكادير إداوتنان، بتعاون مع المجلس البلدي، يقوم بالعناية بالحديقة منذ حوالي 40 سنة، بعد أن وهبها الملك الراحل الحسن الثاني للمجلس الإقليمي، وسيتم تأهيلها بعد أن أوكل لمكتب دراسات دولي بإنجاز دراسة من أجل ذلك، مما سيمكن من تغيير معالمها بشكل سيذهل الزوار.

وأكد آيت صالح أن إدارة الحديقة توصلت يوم الحادث بالخبر، وانتقلت الجهات المعنية إلى عين المكان، بمعية لجنة محلية مختلطة وثبت فعلا تعرض الحيوانات النافقة لعملية هجوم الكلاب، وتم تحرير محضر، ثم تبليغ السلطات الولائية وتبيلغ الأمن.

وأضاف ذات المصدر أن الفرق المكلفة بالعناية بالحيوانات ضاعفت عنايتها بكل الأصناف الحيوانية بالحديقة، كما أن عدة لجن قد انتقلت إلى الحديقة وأكدت أن حالة بعد الحيوانات، والتي أشيع كونها هزيلة بسبب قلة الكلأ، عادية، وأنها تفقد وبرها في فصل الصيف وتستعيده خلال فصل الشتاء، وأن قطيع " الأيائل" المكون من 52 رأسا يتمتع بالعناية الكاملة، ومنها 5 رؤوس تقدمت في السن (ما بين 15 و25 سنة)، علما أن تقرير المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية، يضيف المصدر، أكد عدم إصابة الحيوانات النافقة بأي مرض وأن الاحتمال الكبير تعرضها لعضات الكلاب التي قد تكون دخلت إلى الحديقة ليلا.

الجازولي مصطفى، تقني مكلف بتربية الطيور والحيوانات بالحديقة، صرح بكون الحيوانات تتوفر على التغذية الكافية من أعلاف وحبوب مع ماء للشرب يتمتغييره كل 24 ساعة...ويقول المسؤول : "ما نعاني منه هو تواجد بعد الحيوانات قرب الشباك، لذلك يقوم بعض المواطنين بإطعامهم بأكل يتضمن خبز وحلويات بها خمائر وأحماض تؤثر على جهازهم الهضمي وأحيانا..."

وأكد الجازولي من جهة أخرى أن بعض الحيوانات شاخت، لذلك يعتقد البعض أن طريقة تحركها البطيئة هي بسبب الجوع أو الهزال، وأشاد بفصيلة الوحيش المتواجد بالحديقة وتمتعها بصحة جيدة، وهوما دفع مجموعة من المنتزهات تفضل اقتناء بعضها خاصة الأيل المتواجد بوادي الطيور.

يذكر أن حديقة وادي الطيور أنشأت سنة 1982 بعد أن وهبها الملك الراحل الحسن الثاني للمجلس الإقليمي، لتحقيق حلمه بإنشاء مشروع سياحي ترفيهي يجمع بين الماء والخضرة، وجلبت إليه أنواع من الطيور والوحيش من مختلف القارات، يتوسطها وادي اصطناعي، ليتحقق المشروع والحلم الملكي سنة 1986 على امتداد 3 هكتارات وسط مدينة الانبعاث.